أكثر من 400 مليون شخص يتحدثون اللغة العربية، و1.5 مليار شخص يستخدمونها في ممارساتهم الدينية، ما يجعلها خامس لغة محكية في العالم. فحضور اللغة العربية بفرنسا وفي العديد من المؤسات الرسمية وغير الحكومية، يعطي لهذه اللغة مكانتها ضمن اللغات المحكية في أوروبا، فمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) التي اعتمدت اللغة العربية لغة عمل في دورات المجلس التنفيذي بشكل رسمي في عام 1974، بطلب من المملكة العربية السعودية، الجزائر، الكويت، تونس وجمهوريات مصر واليمن ولبنان، تحتفل سنويا باللغة العربية، وقد تقرر الاحتفال باللغة العربية في 18 من ديسمبر من كل سنة كونه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة 3190 المؤرخ في 1973 وتقرر بموجبه إدخال اللغة العربية لغة رسمية في الأممالمتحدة. وتأتي احتفالية هذه السنة باللغة العربية في «اليونسكو» بالتعاون مع البعثة الدائمة للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو ومؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية، تحت عنوان «اللغة العربية والذكاء الاصطناعي»، ويأتي هذا الاحتفال مع العقد الدولي للتقارب بين الثقافات (2013-2022) الذي تتولى اليونسكو ريادته من بين وكالات الأممالمتحدة. وبدأت مبادرة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية لتعزيز حضور اللغة العربية في اليونسكو عام 2007، وبلغت قيمة التمويل آنذاك من قبل المملكة نحو ثلاثة ملايين دولار أمريكي، لتعطي دفعا جديدا لاستعمال اللغة العربية في المنظمة، سواء عبر الترجمة الفورية أو النصوص أو الحضور الإعلامي عبر شبكة الإنترنت. وأكد مندوب المملكة العربية باليونسكو الدكتور إبراهيم البلوي أن وجود المملكة العربية السعودية في الأساس هو تعزيز ودعم اللغة العربية، وقال: "هناك برامج كثيرة لتعزيز اللغة العربية، واحدة من هذه البرامج برنامج مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية الذي يدعم اللغة العربية بنحو خمسة ملايين دولار، لكن ما يجب التأكيد عليه أن المملكة العربية السعودية تدعم اليونسكو بشكل كبير. وأضاف في السياق ذاته: «دائما يدعم وفد المملكة في العربية السعودية استعمال اللغة العربية في لجنتي التراث المادي العالمي ولجنة التراث غير المادي. وتعتبر المملكة البلد الأول الداعم لاستعمال اللغة العربية في لجان اليونسكو». ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية بعنوان «اللغة العربية والذكاء الاصطناعي» إسهاما في دعم وتعزيز وجود اللغة العربية وإبراز أهميتها وعمقها وإثرائها للثقافة العالمية، ودورها في البناء الثقافي واللغوي للأمم، بما يسهم في تعزيز التقارب الإنساني بين الشعوب. وأكد نائب مدير عام مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية، الدكتور عبدالعزيز المقوشي أن المشاركين سيتطرقون إلى اللغة العربية والشباب، بمعنى استغلال الطاقات الشابة المتوقدة واستثمارها لخدمة تعزيز اللغة العربية في العالم وتأثير الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على اللغة العربية وتعزيزها، وحوسبة اللغة العربية ورهان المستقبل المعرفي، وقد كانت هناك العديد من المشاركات في كيفية استفادة جيل ال«دوت كوم» لإعلاء اللغة العربية. وأضاف الدكتور المقوشي أنه سترافق الاحتفالية عدة فعاليات أخرى، أهمها إطلاق التقرير الإقليمي «بناء مجتمعات المعرفة في المنطقة العربية: اللغة العربية بوابة للمعرفة»، وكذلك تنظيم الملتقى الأول لرؤساء أقسام تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في أوروبا، بدعم من برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية في اليونسكو الذي يهدف إلى التعريف بالمؤسسات اللغوية العربية الأوروبية، والاستفادة من تجارب الفاعلين في هذا المجال.