فيما تتواصل الاحتجاجات العراقية، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس (الأربعاء)، البرلمان إلى «إقرار إصلاحات جذرية» أو الرحيل. وقال الصدر في بيان: «على الشرفاء في البرلمان العمل على إقرار الإصلاحات الجذرية وإن لم يستطيعوا فلا معنى لبقائهم في البرلمان مكتوفي الأيدي». وأضاف: «أجد من المناسب مناصرة الثوار»، معتبراً أن المظاهرات والاعتصامات حققت انتصارات أهمها إذلال الفاسدين وإرعابهم. وشدد الصدر على ضرورة عدم مساس القوات الأمنية بالمتظاهرين وضرورة إبعاد المندسين وغير المنضبطين الذين يعتدون على الثوار بالقتل والخطف والقنص، مؤكداً أن استمرار الاحتجاجات بصورتها السلمية سينجح هذه الثورة ولن تكون مجرد فورة. ودعا أئمة الجمعة في كل المحافظات لقيادة مظاهرات سلمية دعماً للمحتجين كي تتحقق الإصلاحات بصورة جدية وبلا تسويف. كما دعا المحتجين إلى إبعاد شبح التدخل الخارجي الأمريكي وعدم التعرض للبعثات الدبلوماسية وسفارات الدول غير المحتلة ولو بالهتاف. وشدد الصدر على ضرورة أن تذعن الحكومة لصوت الشعب المنتفض من البصرة إلى بغداد وأن تتنازل عن عرشها العاجي. وناشد الموظفين الشرفاء مساندة إخوتهم الثوار بإضراب شامل ولو ليوم واحد. وتواصل الحراك السياسي مع وصول رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني إلى بغداد أمس، حيث أجرى محادثات مع رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي والرئيس العراقي برهم صالح ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي. في وقت ناقشت جلسة برلمانية مطالب الاحتجاجات الدامية التي تعصف بالبلاد منذ أسابيع. واستضاف البرلمان رئيسة بعثة الأممالمتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت، وسط تصاعد الضغوط الدبلوماسية على بغداد. وأطلعت بلاسخارت أعضاء البرلمان على لقائها بالسيستاني، والموقف الأممي من الأحداث. وأكد شهود عيان وقوع مواجهات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب في بغداد، قرب ساحة التحرير. وفي تطور لافت، اتهمت السفارة الأمريكية في بغداد الصدر بتحريض المتظاهرين لمهاجمة مقرها، مؤكدة أن هذا التحريض يشكل نوعا من أنواع الإرهاب. وقالت مصادر عراقية إن القنصل الأمريكي سيبلغ الحكومة العراقية بشأن تهديدات الصدر وتحريضه ضد البعثة الدبلوماسية.