في الوقت الذي أعلن وزير العدل رئيس المجلس الأعلى للقضاء الدكتور وليد الصمعاني عن تحول رقمي غير مسبوق تشهده الوزارة، وخطوات تاريخية في توظيف المرأة السعودية في كتابة العدل، ما زال الكثير من العقاريين في جدة، والمتعاملين مع القطاع العقاري يعانون من تأخر فحص صكوك الملكيات للمساحات التي تزيد على 10 آلاف متر، ينتظرون شهوراً طويلة، ويملون من السؤال عن معاملاتهم، حيث يأتي الرد: «القائمة طويلة.. انتظروا»، بداعي أن عدد لجنة كتابة العدل قليل، ولا يغطي عمل الصكوك التي تحتاج إلى فحص ملكية والتأكد من الصكوك وما بنيت عليه والتحويل إلى صكوك إلكترونية حيث إن العدد لا يكفي لتغطية هذه الطلبات رغم أن أغلبها يقع ضمن مخططات معتمدة. إن هذا التأخير لا يتسبب في تعطل مصالح الناس ووقف حالهم، بل يتخطى ذلك إلى خسائر فادحة للاقتصاد الوطني، وهدر قد يصل إلى أرقام مخيفة في حال وجود إحصائية دقيقة عن عدد الصكوك المعطلة، فشهور الانتظار تعني بالنسبة للكثيرين وقف مشاريع تنموية مهمة، وتطويل فترة الإنجاز، وتعطيل في الخطط والموارد البشرية، وقائمة سلبية يطول شرحها. السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا توجد كتابة عدل في أمانة جدة تغطي كل الصكوك التي تصدر منها؟ سواء كانت منحا أو فحص ملكيات أو استفسارا عن مخططات أو أرقام لوحات. الغريب في الأمر أن الأمانة تقوم بمخاطبة كتابة عدل ومن ثم تعود المخاطبات إليها، وهو أمر يأخذ وقتا طويلا ولا يبدو مقبولا في زمن التحول الرقمي ومعالجة أغلب المعاملات إلكترونيا. الأمر لا يبدو صعبا فهناك كتابة عدل في أغلب الغرف التجارية وفي الخطوط السعودية، بهدف تسهيل الإجراءات، في ظل قيادة حكيمة تسير نحو التطور والمدنية بخطوات واسعة، ولا تقبل بأي حال من الأحوال تعطيل مصالح المواطن، أو الانتظار شهورا طويلة من أجل معالجة أحد الصكوك. الحل عندكم يا أمانة جدة، والأمر لا يبدو صعبا على رجل ديناميكي في قامة صالح التركي أمين محافظة جدة، وأحد المسؤولين المعروفين بنشاطهم الدؤوب، ولا يهدأ له بال دون أن يحرك المياه الراكدة ويشعل الحماس في كل المحيطين به، وأتصور أن الشراكة الاستراتيجية بين الأمانة ووزارة العدل يمكن أن تساهم سريعا في تدشين مكتب لكتابة العدل يضع حلا لهذا الصداع. التركي الذي قال يوما وهو على سدة المسؤولية في غرفة جدة إن الفشل أن تستسلم للسقوط وتترك نفسك دفينا في حفرة اليأس، والذي أكد أن العثرات والمشكلات والصعاب كضربات المطرقة تمّد طريقا للتقدم، هو نفسه الذي أكد أن النجاح أمل ثم أرق وعرق، وقبل ذلك توفيق من الله، لذا فنحن واثقون أنه سيصغي لاقتراحنا وسيتفاعل معه سريعا.. كما اعتدنا منه دائما. [email protected]