يعتزم علماء إجراء دراسات وتجارب حول إمكانية الدفاع عن الأرض من خطر اصطدام الكويكبات والصخور الفضائية بها، وأولى هذه التجارب التي سيتم تنفيذها هي عملية تحويل كويكب عن مساره التأثيري على الأرض، إلا أن هذه الخطوة تتباين فيها الآراء حول مدى فاعليتها، وإزاء ذلك سيتم إجراء اختبارات وتنفيذ مهمات لاكتشاف ذلك. وفي تطبيق عملي، تستعد وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) ووكالة الفضاء الأوروبية لاختبار الدفاعات عن كوكب الأرض، وذلك من خلال مشروع «تقييم تأثير الكويكب والانحراف المشترك (AIDA)»، الذي أطلق منذ عام 2015، إذ اختار العلماء الكويكب «ديديموس بي»، الذي يبلغ قطره نحو 160 مترا، ويدور حول الكويكب الأكبر «ديديموس أي»، كل 11.92 ساعة. وبحسب ما ذكره موقع «RT»، فإن «ناسا» ووكالة الفضاء الأوروبية تعتمدان في المهمة على المركبة الفضائية التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية DART، التي ستصل إلى الكويكب «ديديموس بي» بسرعة 2360 كيلومتراً في الساعة، إذ إن هذه القوة ستغير في السرعة المتجهة (وهي المسافة التي يقطعها الجسم في وحدة الزمن) للكويكب، بمعدل سنتيمتر واحد فقط أو نحو ذلك، وهو ما يمكن أن يغير الفترة المدارية من 12 ساعة إلى مجرد دقائق. وستُجهّز المركبة الفضائية بقمر صناعي إضافي صغير يُعرف باسم LICIACube، سينفصل قبل التصادم لتسجيل اللحظة التي تضرب فيها DART الكويكب، وإرسال الصور إلى الأرض لتحليلها. ويشير موقع «RT» إلى أنه من المقرر إطلاق المهمة في يوليو 2021، مع توقع أن يحدث التأثير في سبتمبر 2022، فيما سيتم إرسال مركبة فضائية ثانية تابعة لوكالة الفضاء الأوروبية في عام 2023، تحمل اسم Hera، ستعمل على جمع الملاحظات بدءا من عام 2027 لإعطاء التقييم النهائي للبعثة. ويعد نظام ديديموس الاختيار الأمثل لاختبار القوة الدفاعية عن الأرض المضادة للأجسام الفضائية، إذ يصنف النظام ضمن قائمة الأجرام القريبة من الأرض (NEO)، ما يشير إلى أنه قريب، ولكن ليس بالقدر الذي يجعله يصطدم بنا.