جاهزية أمنية دقيقة وروح عسكرية عالية وتكامل في منظومة الأمن؛ وأداء مهني وعزيمة وإصرار وعزيمة وتفان في خدمة الدين والمليك والوطن، هذه أقل العبارات التي يمكن وصفها للروح الإيمانية والأمنية للاستعراض الذي قامت به قوات أمن الحج أمس الأول (مساء الأحد)، والذي اشتمل على كتل الهرولة والآليات الحديثة المشاركة في مهمة الحج؛ بحضور وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، الذي وقف على جاهزية قوات أمن الحج لتنفيذ مهامها للمحافظة على أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام وتيسير أداء نسكهم. العرض العسكري الذي نظم في مكةالمكرمة عكس جاهزية قوات أمن الحج والأجهزة المعنية بشؤون الحج والحجاج المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لموسم الحج، وكان محل اهتمام وإعجاب وتقدير وسائل الإعلام العربية والإسلامية الضيوف على وزارة الإعلام، التي أكّدت في تقاريرها أن ما أظهرته قوات حفظ أمن الحجاج من جاهزية ومهارات قتالية لم يكن محل استحسان فقط؛ بل جسد قدرة قوات الأمن السعودية العالية التي تماثل القوات الأمنية العالمية؛ واضعين في الاعتبار أن هذه القوات تمتلك روحا إيمانية عالية لا توجد عند أي دولة لانها تقوم بحماية الحجاج والحرمين الشريفين وهو شرف لايضاهيه شرف. حفل استعراض قوات أمن الحج، السنوي، يعتبر أحد أهم المناسبات التي تشهد أكبر تجمع بشري في العالم وهو موسم الحج أحد أركان الإسلام الخمسة الذي تسخر فيه حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده كل جهودها وطاقاتها لتسهيل مهمة الحجاج لأداء مناسكهم بيسر وسهولة وأمن وأمان. التجارب الفرضية لعمليات الاقتحام واعتراض المواكب الرسمية التي تمت في الاستعراض عكست جاهزية عالية وقدرة قتالية فائقة تجسد للاستعدادات الأمنية الفائقة التي اتّخذتها المملكة استعدادًا لتأمين وحماية ما لا يقل عن 2 مليون حاجّ أتوا من جميع أنحاء العالم لتأدية مناسك الحج هذا العام. ومما لاشك فيه أن الاستعدادات الأمنية لقوات أمن الحج عكست كذلك شعار الفرضية والتي تمت تحت شعار «جاهزون لخدمة ضيوف الرحمن» التي تهدف لرفع التنسيق والتفاعل بين الجهات الأمنية لخدمة ضيوف الرحمن، بعدها شكل منسوبو شؤون التدريب بالأمن العام بأجسادهم عبارات ترحيبية لحجاج بيت الله الحرام، وعبارات وطنية. وأرسلت رسالة مدير الأمن الفريق أول ركن خالد بن قرار الحربي أكد فيها جاهزية قوات أمن الحج لتنفيذ خطط أمن الحجاج وأداء مهامهم على أكمل وجه وفق منظومة عمل متكاملة وخطط أمنية وقائية شاملة، رسالة واضحة أن حكومة المملكة ماضية في بذل الغالي والرخيص لتسهيل مهمة حجاج بين الله الحرام لأداء مناسكهم بأمن وأمان ويسر وسهولة. وعندما أشار الفريق خالد الحربي إلى «أن قوات أمن الحج والمساندين لهم من كافة القطاعات العسكرية والجهات الحكومية والخدمية الأخرى جاهزون ومستعدون لخدمة حجاج بيت الله الحرام لينعموا بالأمن والأمان ويؤدوا مناسكهم في يسر وطمأنينة، وذلك في ظل ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز من عناية واهتمام وتوفير كافة الإمكانات لخدمة حجاج بيت الله الحرام»؛ فهو يؤكد جاهزية قصوى لقادة قوات أمن وجميع منسوبيهم من وزارة الداخلية ورئاسة أمن الدولة والمساندين لهم من وزارة الدفاع، ووزارة الحرس الوطني، ورئاسة الاستخبارات العامة، وجميع الوزارات والجهات الحكومية والأهلية المشاركة في مهام الحج لخدمة حجاج بيت الله. وأرسل مدير الأمن رسالة هامة عندما قال بوضوح وشفافية وصراحة إن رجال الأمن جاهزون لمباشرة وتنفيذ خطط أمن الحج لمنع كل ما من شأنه المساس بأمن الحج بكل قوة وحزم، وذلك استشعاراً منهم لقدسية الزمان والمكان لتوفير الأمن والسلامة لحجاج بيت الله الحرام. إن أمن الحجاج خط أحمر لا يمكن تجاوزه ولن يتم السماح بتعكير صفو ضيوف الرحمن، فكل الإمكانات تم توفيرها لنجاح هذه الرحلة الإيمانية لحجاج بيت الله الحرام اكتملت من خلال الخطط المساندة لتهيئة الأجواء، وذلك باستخدام التقنية والمتابعة الجوية لضمان نجاح مراحل الخطة الأمنية للحج. هناك جانب آخر لرجل الأمن في الحج حيث تتجاوز مهامهم خلال الحج الجوانب الأمنية إلى أخرى إنسانية، يحاول عبرها أفراد القطاعات المختلفة إبداء كل ما من شأنه توفير الراحة وتسهيل حج الحجاج، يطردون عنهم الحر، ويحملون عنهم الأطفال، ويرفعون قدم المسن عن الأذى، ويصدون عن الضعيف ضيق الزحام، ويلفون الحاج بطوق من الأمان والحماية حتى يؤدي نسكه بهدوء وسلام وارتياح. جهود رجال الأمن بالحج يدركها الجميع وهي شاملة، أمنية إنسانية، لأن المملكة تحمي برجالها أكبر تجمع بشري في العالم، وبالأمس القريب قالها الرجال، نعم جاهزون للمهمة لأن أمن ضيوف الرحمن خط أحمر.