وأخيرا تم توقيع وثيقة الاتفاق الدستوري التي تحدد أطر مؤسسات الحكم في السودان بين المجلس العسكري الانتقالي وقادة قوى التغيير والحرية. وهي الوثيقة التي شكلت مطلبا رئيسيا للمحتجين السودانيين، وبعد مخاض عسير؛ توصل الفرقاء في السودان؛ إلى اتفاق لشكل السلطة، القادمة وآليات العمل وذلك بعد شهور من الجمود والمفاوضات العسيرة. فهل يشكل بداية للحل وخطوة نحو الحكم المدني بعد ثلاثة عقود من الحكم العسكري؟ الجواب.. حتما نعم لأن هناك توافقا سودانيا نهائيا على الإعلان المحدّد لهيئات المرحلة الانتقالية. وبالاتفاق الذي تم التوصل إليه في السودان الشقيق بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير بشأن بنود وثيقة الإعلان الدستوري المنوط بها تسيير المرحلة الانتقالية في السودان كما أن هذا الاتفاق يُعد خطوة هامة على الطريق الصحيح ونحو تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد. ومن الأهمية القول إن هذا الاتفاق يدعم بشكل كامل لخيارات وتطلعات الشعب السوداني بكافة أطيافه، ومؤسسات الدولة باعتبارها المسؤولة عن تنفيذ هذه التطلعات. إن الخطوات التي اتخذتها قوى التغيير في السودان خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها التوصل إلى اتفاق حول وثيقة الإعلان الدستوري، فضلاً عن الاتفاق على تشكيل حكومة مدنية تضم كفاءات وطنية مستقلة، تؤكد على عودة السودان إلى المسار الدستوري، وهو ما يقتضي بدوره ضرورة رفع تعليق عضوية السودان بالاتحاد الأفريقي والتأكيد على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل مساندة السودان وشعبه في ما يصبو إليه من آمال وتطلعات نحو تحقيق الأمن والاستقرار ومزيد من الرخاء. وعندما ترحب المملكة بالاتفاق على الوثيقة الدستورية والتوقيع عليها بالأحرف الأولى بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير في السودان؛ فغنها تعتبر ما تحقق خطوة نقلة نوعية من شأنها الانتقال بالسودان الشقيق نحو الأمن والسلام والاستقرار.. لقد حرصت المملكة منذ بدء المحادثات تثمين الجهود المبذولة من كافة الأطراف لتغليب المصلحة الوطنية وفتح صفحة جديدة من تاريخ السودان إلى جانب التزام المملكة التام بالوقوف إلى جانب السودان، ومواصلة دعمه، بما يسهم في نهوضه واستقراره واستتباب الأمن في كامل ربوعه، انطلاقًا مما يمثله السودان من عمق إستراتيجي ومساهمتها الفاعلة في التوصل لاتفاق الشراكة الموقع بين الأطراف السودانية والمملكة كانت ولاتزال مهتمة بالتنمية وبناء مستقبل أفضل للسودان، وقد وقفت في الماضي إلى جانب هذا البلد ودعمته بكل احتياجاته من المال والغذاء والوقود، وتواصل اليوم كذلك عبرالدعم الكبيرالذي أمرت به القيادة لمؤسساته المالية والاقتصادية وتلبية متطلباته الغذائية. اتفاق الفرقاء في السودان.. أخيراً تحقق.. السودان الجديد يمضي نحو الاستقرار.. «العسكري» وقوى التغيير «حتّة واحدة»