اختتم رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز زيارته الرسمية إلى روسيا التي استمرت عدة أيام بحث خلالها مع عدد من كبار المسئولين في روسيا الاتحادية مجالات التعاون والاستثمارات المحتملة في قطاع الفضاء وبرامج تأهيل الكوادر البشرية وتطوير التقنيات ونقل المعرفة في مجال الفضاء وعلومه، مبتدئاً بذلك جولة دولية لاستطلاع مجالات التعاون والاستثمار بين الدول ذات التجارب المميزة والسبق مع الهيئة السعودية للفضاء التي أعلن عن إنشائها نهاية العام الماضي بهدف تطوير استفادة المملكة من قطاع الفضاء والبناء على إمكاناتها البشرية وأسبقيتها في المنطقة التي قادتها لريادة الفضاء قبل أكثر من ثلاثين عاما ًواستمرارها في تنفيذ برامج علمية وتصنيع أقمار صناعية وتطوير قدراتها العلمية والتقنية في هذا المجال عبر عدة مؤسسات ومراكز، ليأتي تأسيس الهيئة السعودية للفضاء لنقل هذا العمل لآفاق أرحب بما يحقق غايتها الأولى والمتمثلة في خدمة المواطنين واقتصاديات المملكة وتسخير البحث العلمي لمستقبل الانسانية جمعاء، وأن تركيز الهيئة في الحاضر والمستقبل سينصب على البرامج العلمية والسلمية التي تعود بالفائدة وتحقق التنمية الاقتصادية و نقل المعرفة والأبحاث وتوظيف صناعة الفضاء في خدمة الوطن والمواطن وتسهيل أمور حياتهم اليومية سواء من خلال برامج الاتصالات الفضائية او خدمة خطوط الملاحة الجوية والبحرية والبرية، أو الأبحاث الطبية والعلمية وسبل التواصل والانتقال عبر العالم. وكان قد زار وكالة الفضاء الروسية والتقى مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مدير عام مؤسسة الفضاء الروسية الدكتور ديمتري روقوزين حيث جرى بحث مجالات التعاون والاستثمارات المحتملة في قطاع الفضاء وبرامج تأهيل الكوادر البشرية وتهيئة فرق علمية سعودية متكاملة من الجنسين لإدارة مهمة علمية وريادة الفضاء وتطوير التقنيات ونقل المعرفة. وفي ثاني محطات الزيارة، التقى نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسو في مقر الحكومة بموسكو حيث جرى بحث أوجه التعاون والشراكة في المجالات كافة ومنها قطاع الفضاء الذي يحتل مكانة مهمة ومحورية في مستقبل التكامل بين البلدين الصديقين ويفتح مجالات اقتصادية مهمة وشراكات استثمارية كبيرة، في إطار اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري، والتي تتضمن العديد من المحاور الرئيسة التي من بينها مجال الاتصالات والفضاء. كما زار مقر مركز التحكم في البعثات الفضائية بالعاصمة الروسية موسكو الذي يضم نقاط التواصل وإدارة الرحلات الفضائية ومحطة الفضاء الدولية، وجرى التباحث في كيفية التعاون العلمي والبحثي الذي يمكن أن تكون عليه العلاقة بين الفرق العلمية السعودية والخبرات الروسية والمهمات الفضائية والإمكانات التي تملكها وتشرف عليها خصوصاً محطة الفضاء الدولية، إضافة لذلك زار سموه المؤسسة العامة للصناعات الفضائية «انرجيا» المسؤولة عن تصنيع المركبات الفضائية وتطوير التقنيات المرتبطة بها والتي انتجت غالبية أجزاء محطة الفضاء الدولية. واستمع إلى شرح عن المؤسسة وقدراتها وما تقوم به من أعمال، وما تحتوي عليه من امكانيات حدثت لها عبر عمرها الذي يتجاوز الخمسين عاماً، وما تعمل عليه حالياً وما تحتوي عليه من معدات متقدمة، كما زار سموه المتحف الخاص بالمؤسسة، والمعرض الذي يضم المركبات السابقة. واختتم زيارته في روسيا الاتحادية بلقاء وزير الصناعة والتجارة الروسي السيد دينس ما نتروف، حيث اطلع على العديد من الفرص الاستثمارية في القطاعات المرتبطة بالفضاء وفِي مقدمتها صناعة وهندسة الطيران. يذكر أن المبعوث الخاص للرئيس الروسي مدير عام مؤسسة الفضاء الروسية الدكتور ديمتري روقوزين قد زار المملكة في شهر فبراير من هذا العام حيث وجه دعوة رسمية لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز لزيارة روسيا الاتحادية للاطلاع على آخر ما توصلت إليه روسيا في مجال الفضاء مؤكداً أن روسيا تسعى لتوسيع تعاونها في مجالات الفضاء مع المملكة العربية السعودية التي لها وزنها ومكانتها العربية والاسلامية والدولية. رافق في الزيارة، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية روسيا الاتحادية الدكتور رائد القرملي، ووفد رسمي من الهيئة السعودية للفضاء ومن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.