أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة خياط في خطبة الجمعة أمس أن من أعظم خصائص الدين الإسلامي وأجَلِّها قدرًا، وأعمقها أثرًا أن الله رفع فيه الحرج عن الأمّة، ووضع به عنها الآصار والأغلال التي كانت على الأمم من قبلها، فجاءت تشريعاته وأحكامه ميسَّرةً لا شطط فيها ولا غلو، ولا إسراف ولا مجاوزة لحد القصد والاعتدال. وأكد أن الأخذَ بما رخَّص الله لعبادِه وتفضَّلَ به عليهم، ليس لأجل ما فيها من رفعٍ للحرج وتيسير على الأمّة فحسب، بل لأنَّ الأخذَ بها أمرٌ محبوب وقال إذ سُد بها أبوابَ التنطُّع، وأُغلقت المسالك الموصلةَ إليه، وحظرت الأسباب الباعِثةِ عليه؛ لئلاَّ يكبِّل المرء نفسه بما لم يأذن به الله، ولم يشرعه رسوله صلوات الله وسلامه عليه، فيتحجّرَ واسعًا، ويضيق رحبًا، ويُعسِّر يسيرًا وكم في كتاب ربنا وسنة نبيه من مواضع رفع فيها الحرج عن الأمة، وشرع لها من التيسير ما يجعل المستمسكين بنهجه أهداهم سبيلاً. وأضاف خياط أن الوسَط هو الخِيار والأجود، وأن رَفع الحرَج عن الأمّة المسلِمة ملائمٌ لفضلها وعدلِ شريعتها، فهو لِذا نهجٌ ربّانيّ عامٌّ شامل، صالحٌ للبشر كافّةً، مهما تبايَنَت درجةُ رقِيِّهم، أو اختلفت مراتِب حضارتهم. وإن رفع الحرجِ في الإسلام مزيّةٌ من أوضح مزايا هذا الدين، فحريٌّ بدعاةِ الخير وحمَلَة مشاعل الهداية، أن تعظُم عنايتُهم وتدأبَ جهودُهم، في بيانِ هذا البابِ الجليل من أبوابِ الهدَى في أوساط المسلِمين وغيرهم. إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة خياط في خطبة الجمعة أمس.