ناقش مؤتمر السلامة المرورية 2019، تعزيز السلامة على الشوارع كافة، وأرى أن ذلك لن يتحقق إلا بالقدرة المتكاملة على الرصد في المجتمع الحيوي مع القضاء على فوضى السير، ويتطلب الأمر ضبط الشوارع والطرقات هندسياً، ومعها تواقيت الإشارات الضوئية مع تركيب اللوحات الإرشادية المطلوبة في المواقع المناسبة، وضبط علامات المسارات والاتجاه للخروج إلى الخدمة أو للالتفاف (يوتيرن) أو الدخول للخط الرئيسي مع وضع المطبات اللازمة في أماكنها الصحيحة وبالمعايير العالمية من حيث الحجم والارتفاع والامتداد والتلوين الفسفوري وتوفير العدد الكافي من أفراد المرور السري، لرصد المتجاوزين من اليمين والاقتحام العشوائي بين المسارات وعدم ترك المسافة القانونية، وإلقاء النفايات من النوافذ، وتجاوز السرعة المسموح بها، وعكس السير، لا سيما في الشوارع الداخلية، والوقوف بجزء من السيارة داخل حرم الطريق/ الخط الأصفر، ما يعرقل حركة السير. السلامة المرورية متعادلة مترابطة في جزئيات حركة السير كافة، أرى أن الغرامات أو مضاعفتها لن تحقق السلامة المرورية، دون توفير الاشتراطات (المعايير) العالمية كافة. نائب الرئيس التنفيذي للمنظمة الدولية للطرق Michael Dresnes قال: «أنتم تحتلون مرتبة متقدمة في أرقام وفيات الحوادث.. وهذا مزعج جداً وهو نتاج أخطاء في تخطيط الطرق، وتجاوزات السائقين المخالفين للأنظمة وقواعد السلامة المرورية»، وهو يقصدنا، وأرى في حديثه كثيراً من الصحة، فالأخطاء الفنية في تصميم شوارعنا حولتها إلى كمائن تتربص بالعابرين، إضافة إلى أن عقوبات المخالفين ليست رادعة، ففي سويسرا لا يمكن تفادي السجن، إذ لا مبرر للمخالفات، لأن البنية التحتية متكاملة تماماً، وفي فنلندا تكون الغرامات قدر الدخل، فصاحب الدخل الكبير يدفع أكثر. وهناك نوع من ثقافة الفوضى المرورية تظهر في الأعياد أو المناسبات الوطنية، وكذلك عند المدارس حيث التفحيط، خصوصاً أيام الاختبارات، إضافة إلى الوقوف الخاطئ جوار المطاعم والجوامع. الثقافة اختيار، والهدف هو التمدن، إنها مسألة «ثقافة مرورية» فحتى النقل العام (الحافلات) لابد لها من مواقف محددة وفق المسافات المدروسة ومظلات بالمعايير الصحيحة، ويسهم ذلك في ضبط المرور ويعرف الناس بالمواقف المنظمة لانتظار الحافلة. ومثلما جرى الاعتماد على «الروبوتات» للرصد، فمن باب أولى الاستعانة بالمواطن المتطوع المعتمد المسجل رسمياً لاستخدام كاميرته الذكية في رصد المخالفات ونقلها للمرور، مع وقفة صارمة وجادة مع أولئك المتهورين وكأن لوحاتهم لا تلتقطها «ساهر»!؟، فلابد من المرور السري الكافي وكذلك المتطوعين المسجلين، مع الاستعانة ب«الهليوكوبتر/ الدرون».