تداول المؤتمرالدولي «الإعلام والأزمات: الأبعاد والاستراتيجيات» المنعقد في أبها في جلساته أمس (الخميس) موضوعات عدة. واستعرض عضو الشورى الدكتور محمد الحيزان دور الجهات والمؤسسات في إدارة الأزمات الإعلامية وحلها عبر البيانات الرسمية. فيما شاركت الدكتورة حنان آشي من جامعة الملك عبدالعزيز بورقة عن دور الإعلام الوطني وقت الأزمات، وأشارت إلى أن إدارة الأزمات تخصص علمي له قواعده ونظرياته وأسسه وأن العلاقة بين القيادات والإعلام يجب أن تؤخذ بدرجة عالية من الأهمية والحذر. وفي الجلسة النقاشية على ذات المحور أوضح الدكتور خالد باطرفي من كلية الأمير سلطان أن العصر يتطلب مراجعة الرؤية الإعلامية لتحتل مكانها الطبيعي في خطة التحول الوطني والرؤية، سواء كانت المنصات تجارية أم حكومية، وينبغي أن تحدد لها أهداف واضحة ودعم كاف، مع الأخذ بالاعتبار اختلاف المسرح والجمهور المحلي أو العربي عن غيره. فيما طالب الدكتور علي دبكل العنزي من جامعة الملك سعود بضرورة إيجاد خطة مسبقة وتخطيط وقائي تعده إدارة علاقات عامة فاعلة لمواجهة الأزمات والتعامل معها إذ يتم التفاعل مع الأزمة بشكل فوري من خلال إرسال خبر عاجل عن الأزمة إلى وسائل الإعلام. وناقشت الجلسة الثانية التي ترأسها رئيس تحرير صحيفة الوطن الدكتور عثمان الصيني «الأزمات وشبكات التواصل». وبحثت الجلسة ورقة أستاذ كلية الاتصال والإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور مبارك واصل الحازمي. شار فيها إلى أن الإعلام الجديد كمفهوم حديث بات مؤثرا في مسار العديد من الظواهر وعلى كافة المستويات. وقدمت الإعلامية الدكتورة بينة فهد الملحم ورقة بعنوان «صحافة المواطن والحماية الفكرية» أكدت فيها أنه في ظل تطور وسائل التواصل الحديثة لم يعد الخبر حكرا على أحد أو مؤسسة أو هيئة حيث حقق مصطلح «صحافة المواطن» كيانا للقراء وسمح لهم بالمشاركة وإبداء آرائهم، لافتة إلى أن المنشغلين بصحافة المواطن يتيحون معرفة ما يحدث في الأماكن التي يعيشون بها ويتحركون فيها، كما أنهم قد يقدمون صورة أعمق عن العالم أفضل من تلك التي نحصل عليها بالبحث والتنقيب في وسائل إعلامية كوكالات الأنباء. أما الدكتورة مشاعل الحسين البركاتي من جامعة الملك فيصل فتناولت الفوائد والفرص لاستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية بين الأفراد والمنظمات، كما قدمت مجموعة من الحلول والمقترحات والاستراتيجيات المتعلقة باستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية، مشيرة إلى أن الاستخدام المتزايد لوسائل الإعلام الاجتماعية أدى إلى إحداث ثورة في مجال التواصل بين الأفراد، فيما قدم كل من الدكتور فيصل عبدالقادر فرحي والدكتور عبدالله علي آل مرعي العسيري ورقة مشتركة بعنوان «شبكات التواصل الاجتماعي في مواجهة الأزمات التنموية المحلية» تناولت دور مواقع التواصل في معالجة الأزمات المحلية التي غالبا ما يكون لها تأثير مباشر على حياة المواطن، كما ناقشت الورقة الإجراءات العلمية التي تم الاستنجاد بها عبر توظيف مواقع التواصل الاجتماعي كأدوات فاعلة في إعادة الحياة لمدينة مهجورة وإعادة رسم صورة جديدة وإيجابية للمدينة من خلال تحليل مدى فاعلية نشر وتوزيع فيديوهات ترويجية قصيرة. باحثون يرشقون «مواقع التواصل»: منصات للتهييج والإثارة حمل باحثون في ثالت جلسات مؤتمر الاعلام، بشدة على منصات التواصل الاجتماعي لدورها في إثارة الأزمات المجتمعية وتهييج المتابعين، وخص المشاركون في الجلسة موقع «تويتر» بنصيب وافر من النقد. واتخذ الدكتور السر علي، من أكاديمية السودان للعلوم، من «تويتر» نموذجاً ومثالاً لتصدير الأزمات، فضلا تكنولوجيا الاتصال الذي ضاعف الاحتمالات عن كيف يمكن للناس إرسال واستقبال المعلومات بما في ذلك الأخبار المتعلقة بالمخاطر بدرجة تضعها في خانة المنافس لوكالات الأنباء التقليدية. وحدد السر العلاقة بين الأخبار والمعلومات التي يتم بثها وتداولها وبين الإعلاميين في ظل غياب وتهميش المصدر الأساسي للمعلومة وما تشكله حالة انهيار السياق. أما الدكتور ديارا سياك من جامعة الفرقان الإسلامية، في كوت ديفوار، فأوضح أن وسائل التواصل الاجتماعي أرضية خصبة، ومنارة خطيرة لنشر الشائعات التي تؤدي دورا محوريّا في نشوب الأزمات وإثارتها خصوصا وأن الشائعات عبر هذه الوسائل صناعة وخطة حرب نفسية وملهى لبعض قاصري النظر. وترى الأستاذ المشارك بكلية الاتصال والإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة خلود ملياني، أن وسائل الإعلام الاجتماعية تصنف من أكثر المصادر التي يعتمد عليها الشباب في الأزمات إذ يتصدر موقع «تويتر» أكثر وسائل التواصل الاجتماعي مصدرًا للأخبار، كما أن أكثر أشكال الأخبار شيوعًا التي يفضل الشباب متابعتها عبر تلك المواقع هي الأخبار السريعة و يعود ذلك إلى تسارع الأحداث ووفرة الأخبار أثناء الأزمة.