في خضم التطورات المتسارعة في عالم تقنية المعلومات والبرمجيات بزغ فجر جديد من الأثر الانعكاسي لهذه التطبيقات والنظم الإلكترونية. العجيب أن العالم الافتراضي للإلكترونات فرض مفاهيم جديدة وأعاد النظر في تنفيذ الأعمال على أرض الواقع، أو بمعنى آخر أن البرمجيات في الفضاء الإلكتروني أصبحت تعيد تعريف معاني القيم مثل (الصدق، الالتزام، الجودة، سرعة الآداء)،.... قد يستغرب القراء والقارئات ذلك. ولكن، دعوني أذكر لكم بعض القصص اليومية التي ترونها باستمرار، لنأخذ أولا تطبيقات سيارات الأجرة، هو مواقع إنترنت وتطبيق على الجوالات مرتبطة بقاعدة بيانات يتم بناؤها تلقائيا من العملاء والسائقين والمركبات التي تنضم للبرنامج، وكذلك تطبيقات التوصيل، وعلى الرغم من أن الخدمات التي تنتجها هذه التطبيقات كانت موجودة من قبل، ولكن تقديمها عبر التطبيقات صنعت فرقا مذهلا، فأصبح مثلا قائد مركبة الأجرة شديد الحرص على الالتزام بجودة الخدمة والتعامل ومستوى سلامة وكفاءة مركبته، ليحصل على تقييم طيب أو في أقل الأحوال لا يحصل على تقييم سيئ، وحتى الراكب أو المستفيد من الخدمة يحاول دوما أن يبقى سجله طيبا ليبقى نشطا، وهنا اختلفت المعايير فأصبح الالتزام وجودة العمل مهمة جدا للسائق والمصداقية للراكب، مفاهيم لم تكن مهمة للطرفين على أرض الواقع، ولنفس الخدمة سابقا دون تطبيق إلكتروني، ويمكن أن أعطيكم مثالا آخر حصل معي شخصيا إذ اختلفت فيه المفاهيم كليا للأفضل، فعندما اشتريت جهاز جوال عبر أحد تطبيقات (التسوق الإلكتروني) وبعد استخدام للجوال لما يقارب من سنة عندها حصل عطل بالجهاز وطلبت من إدارة التطبيق إكمال إجراءات إصلاحه عندها حصل العجب العجاب، إذ بعد استلامهم الجهاز قاموا بإعادة قيمة الشراء كاملة، وهنا غيرت التطبيقات من مفاهيم خدمات البيع وما بعد البيع. لأن المتبع عادة عندما تشتري جهازا جديدا من محل وتكتشف به عطل بعد تشغيله ستعود للمحل وسيعيدك إلى الوكيل وتدخل في إجراءات الضمان وإصلاح جهاز متعطل رغم أنه جديد، فالمقاييس ومعايير الخدمات تغيرت بوجود التطبيقات ويزداد ذلك لو كانت إدارة التطبيق شركة عالمية. إذن فإن الجيل الإلكتروني الجديد من وسائل تقديم الخدمات قد غير حتى في مفاهيم البشر، ولكن التغيير كان أولا في نزاهة تقديم الخدمة بمعايير تقاس إلكترونيا ولا مجال للرأي الشخصي في قياسها. ثانيا في سرعة تنفيذها؛ لأنها إلكترونية ولا احتمال أن ينساها الموظف في مكتبه أو يخفيها. ثالثا وهي الأهم أن استمرارية البقاء في سوق العمل لجميع الأطراف يعتمد على جودة الآداء وتقييم المستفيدين، فمن يتراكم سوء تقييمه سيزال من السوق، سواء كان مقدم الخدمة أو مستفيدا منها. ولذلك فإنني أهيب بجميع الجهات الرقابية أو التطويرية أو قياس الآداء بالعمل أولا على التأكد من تقديم الخدمات إلكترونيا فكل شيء بعدها يصبح سهلا. [email protected]