يصوت مجلس الأمن الدولي، اليوم (الجمعة)، على مشروع قرار قدمته الكويت يدعو إلى حماية الفلسطينيين في الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة، أكدت واشنطن أنها ستستخدم «حتما» حق النقض (الفيتو) ضده. وسيطرح النص للتصويت الساعة 15:00 (19:00 ت.غ) الجمعة. وعشية جلسة مجلس الأمن، قالت سفيرة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة نيكي هايلي إن النص الذي قدمته الكويت باسم الدول العربية يعتمد «نهجا لن يؤدي سوى إلى تقويض الجهود الجارية نحو السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين» على حد زعمها. وطرحت الولاياتالمتحدة مسودتها الخاصة للقرار -التي اطلعت عليها وكالة «فرانس برس»- وتحمّل حماس مسؤولية أعمال العنف الأخيرة في غزة وتطالب بأن توقف حركتا حماس والجهاد الإسلامي «كل الأنشطة العنيفة والأعمال الاستفزازية بما في ذلك على طول السياج الحدودي». وكانت الكويت قدمت مشروع قرارها قبل أسبوعين، وطالبت في البداية بنشر قوة تؤمن حماية دولية للفلسطينيين بعد مقتل نحو 60 منهم بنيران إسرائيلية على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة. ومنذ أواخر مارس، قتل 122 فلسطينيا على الأقل بنيران إسرائيلية، غالبيتهم على امتداد السياج الأمني الإسرائيلي، فيما لم يُقتل أي إسرائيلي. وتدعو النسخة النهائية من مشروع القرار الكويتي إلى «النظر في اتخاذ تدابير تضمن أمن وحماية» المدنيين الفلسطينيين، وتطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس تقديم تقرير حول إمكانية وضع «آلية لحماية دولية». وقالت هايلي إن «الولاياتالمتحدة ستستخدم الفيتو حتما ضد مشروع القرار الذي تقدمت به الكويت». وستكون هذه المرة الثانية التي تستخدم فيها هايلي الفيتو لعرقلة إجراء للأمم المتحدة يتعلق بالنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. وقد لجأت إلى حق النقض في ديسمبر ضد نص يرفض قرار الرئيس دونالد ترمب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فيما كان القرار الدولي لقي تأييد الدول ال14 الأخرى الأعضاء في المجلس. الأممالمتحدة في طريق مسدود ويواجه مجلس الامن الدولي منذ أسابيع مأزقا بشأن طريقة معالجة أعمال العنف في قطاع غزة. وحذر موفد للأمم المتحدة خلال الأسبوع الحالي إلى أن هذه الأزمة يمكن أن تتصاعد لتصل إلى حرب. وقالت هايلي إن مشروع القرار الذي قدمته الكويت «يدعو إسرائيل إلى الكف فورا عن الأعمال التي تقوم بها دفاعا عن النفس لكنه لا يشير إلى تصرفات حماس العدوانية ضد القوات والمدنيين الإسرائيليين» بحسب وصفها. ووجهت تحذيرا واضحا إلى الدول الأوروبية والدول الأعضاء الأخرى في المجلس، موضحة أن اختيار «التصويت لمصلحة هذا القرار سيكشف افتقادها إلى القدرة على المشاركة في أي مفاوضات تتمتع بالصدقية بين الطرفين». وشهد قطاع غزة خلال الأسبوع الحالي أسوأ مواجهة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية منذ حرب 2014. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي (الأربعاء) أنه ضرب 65 موقعا عسكريا ل«حماس» في قطاع غزة ردا على إطلاق نحو 100 صاروخ وقذيفة هاون على إسرائيل اعترضت أنظمة الدفاع الجوي بعضها الثلاثاء وليل الثلاثاء/الأربعاء. وعاد الهدوء إلى القطاع الأربعاء. وأكد منسق الأممالمتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف لمجلس الأمن الدولي (الأربعاء) أن أعمال العنف الأخيرة هذه تضع قطاع غزة على حافة حرب. وقال دبلوماسيون إن الفلسطينيين قد يلجأون إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة إذا استخدمت واشنطن الفيتو لتعطيل مشروع القرار الكويتي في مجلس الأمن.