بعد ارتباطه في العشرين عاما الأخيرة بفرقة فنان العرب محمد عبده، توفي اليوم آخر عازفي الزمن الجميل، عبقري الكمان المصري سعد محمد حسن، الذي عرف بأسطورة الكمان، عن عمر ناهز ال90 عاما، قضى معظمها، وأنامله الساحرة تداعب آلة الكمان بكل حرفية وإتقان. وكان قد دخل المستشفى إثر وعكة صحية ألمت به قبل أيام. وعرف العازف العبقري باسم «الحاج سعد»، ويعد من أشهر الموسيقيين في الوطن العربي، إذ عزف خلف العديد من عمالقة الطرب في مصر والعالم العربي من مختلف الأجيال، ومنهم سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، والعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وفنان العرب محمد عبده، ومحمد قنديل، ونجاة الصغيرة، وفايزة أحمد، وفريد الأطرش، وشادية، وهدى سلطان، ووردة الجزائرية، وهاني شاكر، وعمرو دياب، وتامر حسني وغيرهم. اشتهر الحاج سعد بالدقة والانضباط، فهو من جيل تربى على الالتزام واحترام المواعيد، إضافة إلى الجمع بين الحس الفني الراقي والمهارة في العزف. وكان حسن عزف للمرة الأولى خلف أم كلثوم بترشيح من الملحن بليغ حمدي، إذ اختاره مع زميله رضا رجب عام 1967، وكانت البداية مع عزف «القلب يعشق كل جميل»، ثم «سيرة الحب» وغيرها من الأغاني. ارتبط سعد بعلاقة خاصة مع الكويت، وقدم الكثير من الحفلات خلف المطربين، كما قدم أمسيات أخرى لعزف الكمان اتسمت بالجمال، وتسابق إليها محبو سماع موسيقى الطرب الأصيل، ومن أحدث الحفلات التي قدمها حسن حفلته بالكويت في دار الآثار الإسلامية، إذ قدم 5 ألحان لأغاني أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وليلى مراد وعبدالحليم حافظ؛ أطربت الحضور في مركز اليرموك الثقافي، ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي، فصدحت أوتار الكمان بأنغام الأغاني التي لحنها عمالقة الطرب الأصيل زكريا أحمد، ورياض السنباطي، ومحمد عبدالوهاب، ومحمد الموجي، وكمال الطويل. كما شارك في الموسم الأول لمركز جابر الأحمد الثقافي، إذ شارك في الفرقة الموسيقية التي عزفت أجمل ألحان أم كلثوم ضمن حفل كلثوميات.