سيذهب المنتخب السعودي للمشاركة الخامسة، في مونديال روسيا الذي سينطلق في 14 يونيو القادم مفتتحا كأس العالم لأول مرة في تاريخ المنتخبات العربية مع البلد المضيف بأرقام ومفارقات مختلفة. وعلى الرغم من أن قيمة بعض الأرقام تبدو ليست ذات أهمية قصوى، خصوصا أنها ليست ذات علاقة بالمستويات الفنية وتصنيف الفيفا الذي يحتل فيه الأخضر المركزال 67 على مستوى العالم والأخير قياسا بالمنتخبات ال32 المشاركة في المونديال، إلا أن المركز الدولي للإحصاءات التابع للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حرص على توثيق بعض الأرقام الخاصة بالمنتخبات المشاركة كمعدل الأعمار والأطوال، ونسبة اللاعبين الذين ولدوا داخل بلدانهم، وعدد اللاعبين المحترفين في الخارج من كل منتخب، مع قياس قوة الدوريات التي تشارك بلدانها في كأس العالم. وأظهرت الدراسة أن لاعبي المنتخب السعودي الأقصر طولا بين لاعبي المنتخبات الأخرى التي تأهلت إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، إذ يبلغ متوسط طول لاعبي الأخضر 1.76 سم، ثم اليابان ب78.1 سم، وبيرو بمتر و78.3 سم. وجاء المنتخب الصربي صاحب أكبر متوسط طول بمتر و86 سم، ثم السويد بمتر و85، يليها آيسلندا والدنمارك بالطول نفسه. وتطرقت الدراسة إلى معدل أعمار جميع المنتخبات، إذ يعتبر منتخب بنما أعلى معدل أعمار بمقدار 29.4 سنوات. ويأتي في المركز الثاني منتخب آيسلندا بمعدل 29 سنة. فيما احتل الأخضر السعودي المركز الخامس بمعدل أعمار 28.7 سنة، بينما حلت منتخبات إنجلترا وألمانيا ونيجيريا في المراكز الأخيرة الأصغر عمراً بمعدل 25.9، و25.7، و24.9 سنة. وكشفت الدراسة أن المغرب هو المنتخب الذي يمتلك أكبر عدد من اللاعبين ولد خارج أرضه بنسبة تتخطَّى النصف وهي تحديدا 61.5%.، بفارق كبير عن المنتخب السنغالي الذي يحل في المركز الثاني بمعدل 39.4%، وتليهما منتخبات البرتغال وسويسرا وتونس وكرواتيا ونيجيريا وفرنسا. ويأتي المنتخب السعودي من دون أي لاعب مولود في الخارج بجانب منتخبات البرازيل، وإيران، وألمانيا، وكولومبيا، والمكسيك، وكوريا الجنوبية. ويرى المختصون الفنيون أن هذه الأرقام ليست ذات أهمية فنية، لأن الأهم من ذلك كله العطاء الفني داخل الملعب، ويستشهد المدرب الوطني سمير هلال في حديثه ل«عكاظ» بلاعبين أساطير ذوي قيمة فنية عالية لأندية ومنتخباتهم من قصار القامة كالأسطورتين الأرجنتينيتين مارادونا وميسي، والنجم البرازيلي نيمار، والبلجيكي هازارد، مشددا على أن القيمة الفنية ليس لها علاقة بطول القامة أو قصرها. وحول كبر أعمار اللاعبين رأى هلال أن المونديال بحاجة للاعبي خبرة، خصوصا في ظل غياب المنتخب 12 عاما عن المشاركات في كؤوس العالم، وعدم وجود لاعبي خبرة، ما يعكس قيمة وجود لاعبين ذوي خبرة في الملاعب ولهم مشاركات واحتكاك مع منتخبات عالمية في المشاركات المختلفة للأخضر. المحترفون في الخارج ومن ضمن الأرقام الطريفة أيضا أن كل لاعبي كرواتياوالسويد وآيسلندا يلعبون في الخارج، على عكس السعودية وإنجلترا؛ لأنهم بلا محترفين أثناء التصفيات المؤهلة لروسيا. بيد أن ثلاثة لاعبين سعوديين هم يحيى الشهري وسالم الدوسري وفهد المولد كسروا تذيل السعودية لقائمة منتخبات بلا محترفين، بخوضهم تجارب احترافية لأول مرة في الليغا الإسبانية بعد تأهل الأخضر للمونديال. ووضعت مؤشرات فيفا الدوري السعودي للمحترفين في المركز الثامن على مستوى نسبة اللاعبين المتأهلين في الدوريات العالمية ب 42 لاعبا. ويمتلك الدوري الإنجليزي أعلى نسبة لاعبين سيلعبون في مونديال روسيا 2018 ب164 لاعباً، ويأتي بعده الدوري الإسباني ب95 لاعباً، ثم ثالثاً الدوري الألماني ب90 لاعباً، ورابعاً الدوري الإيطالي ب71 لاعباً، وخامساً وسادساً الدوريان الفرنسي والروسي ب55 لاعباً، وسابعاً الدوري المكسيكي ب45 لاعباً، والدوري السعودي في المركز الثامن ب42 لاعباً. ويعلق اللاعب الدولي السابق والناقد الرياضي سعد الزهراني على ابتعاث اللاعبين للخارج من قبل هيئة الرياضة خلال الميركاتو الشتوي بأنه مفيد للاعبين من ناحية تطورهم لياقيا وخفة أوزانهم وقوة تحملهم وهو ما ظهر جليا على الثلاثي يحيى الشهري وسالم الدوسري وفهد المولد في الوديات الأخيرة ضد الجزائر واليونان. لكن الزهراني يشير إلى أن كثرة المتأهلين من دوري ما ليس عاملا إيجابيا بشكل دائم، مستشهدا بالدوري الإنجليزي الذي يضم في آخر كؤوس عالم أكبر عدد من اللاعبين المتأهلين ومع ذلك فإن المحترفين فيه أكثر استفادة من المنتخب الإنجليزي نفسه الذي يغادر من الأدوار التمهيدية أو دور ال16 على أبعد تقدير.