اتهم وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة، النظام الإيراني بالتخطيط لأعمال تخريبية داخل بلاده، من خلال تدريب وتجهيز قوات «كوماندوز» وإمدادهم بالسلاح. وكشف الوزير المغربي في تصريح ل«عكاظ» أمس (الثلاثاء) عقب قرار الرباط قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران وطرد سفيرها، أن نظام الملالي أمد جبهة البوليساريو بشحنات من الأسلحة، كما اتهم ميليشيات «حزب الله» اللبناني بالتورط في إرسال أسلحة الى البوليساريو، عن طريق عنصر في السفارة الإيرانيةبالجزائر، مؤكدا أن المغرب يمتلك الوثائق والأدلة على التورط الإيراني. وقال إن هذا الشخص هو العنصر الرئيسي لتسهيل العلاقات والاتصالات بين المسؤولين العسكريين في حزب الله، ومسؤولي البوليساريو. وأكد بوريطة ل«عكاظ» أنه قطع زيارة رسمية له إلى الكونغو برازفيل مساء أمس الأول، وزار طهران مباشرة، والتقى نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وقضى وقتا طويلا في نقاشات مع الجانب الإيراني، استعرض خلالها ما لدى الرباط من أدلة ووثائق، وأخفقت إيران في دحضها أو تفنيدها. وأكد أنه لم يتلق من نظيره الإيراني إجابات تدحض المعلومات المتوافرة لدى بلاده. وأوضح أنه غادر إيران صباح اليوم التالي (أمس) برفقة السفير المغربي. وردا على سؤال «عكاظ» حول طبيعة الأدلة التي تمتلكها المغرب على التورط الإيراني، قال إن هناك دلائل مؤكدة تتعلق بمعطيات واضحة، ووقائع، وأسماء، وزيارات لمسؤولين عسكريين من «حزب الله» إلى ولاية تندوف الجزائرية للتحضير لعمليات تخريبية، بالتنسيق مع سفارة إيران في الجزائر، فيما رفض ذكر أسماء المتورطين، عازياً ذلك إلى ما وصفه ب«الحرمة الدبلوماسية»، وحساسية المعلومات الخاصة. وأوضح بوريطة أن قرار قطع العلاقات صدر ردا على تورط إيران عن طريق «حزب الله» في تحالف مع البوليساريو، يستهدف أمن المغرب ومصالحه العليا، منذ سنتين، وبناء على حجج دامغة. وكشف ان هذه العلاقة بدأت عام 2016، حين تشكلت لجنة لدعم الشعب الصحراوي في لبنان برعاية «حزب الله»، تبعتها «زيارة وفد عسكري من «حزب الله» إلى تندوف»، في إشارة إلى مخيمات بوليساريو في الجزائر. واعتبر وزير الخارجية المغربي أن نقطة التحول كانت في 12 مارس 2017، حين اعتُقل في مطار الدار البيضاء قاسم محمد تاج الدين، بناء على مذكرة اعتقال دولية صادرة من الولاياتالمتحدة، تتهمه بتبييض الأموال والإرهاب، وهو أحد كبار مسؤولي مالية «حزب الله» في أفريقيا. ولفت إلى أن «حزب الله» بدأ يهدد بالثأر بسبب هذا الاعتقال، وأرسل أسلحة وكوادر عسكرية إلى تندوف، لتدريب عناصر من البوليساريو على حرب العصابات، وتكوين فرق كوماندوز، وتحضير عمليات عدائية ضد المغرب، مؤكدا أن «حزب الله» أرسل صواريخ سام9 وسام11 أخيرا إلى البوليساريو. واعتبر أن مثل هذا القرار الإستراتيجي لا يمكن أن يتخذه «حزب الله» دون موافقة إيران.