يظل التوحد أحد الأمراض التي يتعرض لها أطفال هذا الجيل، فيما تتنوع أعراضه بين المهارات التواصلية واللغوية والأنماط السلوكية، وترجع الدراسات انتشار حالات التوحد إلى ترك الطفل دون مناغاة أو ملاغاة منذ بداية حياته، ما يؤدي إلى ظهور طيف التوحد. وقد يعود السبب إلى ترك الأطفال لمتابعة شاشات التلفاز على قنوات محددة أو استخدام الجوال بكثرة، دون التقيد بساعات محددة. واكتشفت الأم حصة محمد، فجأة أن ابنتها تميل إلى العزلة، فلم تعد تناديها أو تنطق بكلمة، وأصبحت غريبة الأطوار وسريعة البكاء، وبعد مراجعة الأم للأطباء تبين أن تركها أمام الأناشيد لفترات طويلة للتخلص من إزعاجها كان سببا بإصابتها بما يسمى طيف التوحد. أما ماجد الشايقي (والد طفل توحدي) فيقول ل«عكاظ»: إن إصابة ابني بالتوحد، دفعني لإجراء دراسات وأبحاث عدة للبحث عن علاج. وذكر منها محاضرة عن تجربته بالتدخلات الطبية الكيميائية الحيوية الحديثة بالتغذية العلاجية الطبية، لتحسين نوعية حياة أطفال التوحد والشلل الدماغي فئة الأطفال، كما أجرى الأبحاث والدراسات الطبية بأمريكا من معهد أبحاث التوحد والأكاديمية الطبية الكيميائية الحيوية (MAP) للمستجدات الطبية للتوحد والشلل الدماغي فئة الأطفال. من جهتها، أكدت أخصائية الاضطرابات السلوكية والتوحد صالحة الشريف أن اكتشافات حالات التوحد يأتي من خلال الملاحظة المباشرة لسلوك الطفل في المجال، وتقييم سلوكياته ومتابعتها، ودراسة تاريخ نموه، وجمع المعلومات من والديه والمحيطين به، ثم عمل أشعة تخطيط للمخ وأشعة مقطعية، إضافة لبعض الفحوصات الطبية لمعرفة ما إذا كانت هناك أمراض عضوية تتشابه أعراضها مع التوحد من عدمه. وأضافت: ويختص بتشخيص التوحد فريق كامل من الأطباء (أعصاب- نفسي- نمو وتغذية) وأخصائيون اجتماعيون ونفسيون وتخاطب وتعليمي وعلاج وظائفي، على أن يكون الفريق وحدة واحدة، حتى لا يتعرض الطفل لتشخيص خطأ. وتابعت: يتم تشخيص التوحد من عمر 3 سنوات وحتى 6 سنوات، من خلال ملاحظة التفاعل الاجتماعى وضعف العلاقات الاجتماعية مع المقربين من الطفل وخصوصا والديه، وأيضا ضعف التواصل اللفظى والحركى مع المحيطين به.