«زعيم قوي وشخصية مهمة جداً، يعمل على مستويات عدة داخليا وخارجيا، ويقود مواجهة شرسة ضد الإرهاب والفكر المتطرف، ويعمل على تعزيز قيم الاعتدال والوسطية في الإسلام، إلى جانب تصديه للفساد والمفسدين».. هكذا وصفت صحيفة الإندبندنت البريطانية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبيل زيارته الناجحة لبريطانيا، التي اختتمت أمس الأول (الجمعة). ومنذ الحديث الشهير للأمير محمد بن سلمان، الذي تعهد من خلاله بالقضاء على الأفكار المتشددة، والعودة إلى الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان، تشهد المملكة واقعا مختلفا عما كان عليه الحال قبل 30 عاما مضت، إذ إن تصريحات رجل السعودية القوي -كما يصفه مراقبون- تتماشى مع تطلعات مجتمع سعودي شاب، وتلبي طموحات مئات المستثمرين المجتمعين في الرياض. ويسعى ولي العهد لإعادة المملكة إلى مصاف القوى العظمى مجدداً، بشكل مماثل لأي دولة رائدة عالمياً، فهو يعطي تركيزاً كبيراً على هذه الوظائف التي من شأنها أن تُعيد البلاد إلى مكانتها كقوة دولية عملاقة وليس على المستوى الإقليمي فقط، إذ يحظى بتأييد كبير من قبل الشباب السعوديين وفقا لاستطلاع أجرته شركة «أبسوس». وتمكن الأمير الشاب خلال وقت وجيز من تغيير شكل المملكة المحافظة جدا، وأقر إصلاحات اقتصادية ودينية واجتماعية هائلة، إذ تمكن من كسر جمود استمر لعقود طويلة، وقاد بنفسه انفتاحا دينيا اتضح من خلال استقباله لرجال دين من مختلف الطوائف والأديان، وخلال زيارته لمصر التقى البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية في لقاء وصف بالتاريخي، وهو الأول من نوعه بين بابا الكنيسة القبطية ومسؤول سعودي رفيع المستوى بمكانة ولي العهد. كما التقى في لندن رئيس الأساقفة جاسان ويلبي، وأكدا أهمية دور مختلف الأديان والثقافات في تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب، وتحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم. وتعتبر إصلاحات ولي العهد على المستوى المحلي، محل ثقة وشعور بالتفاؤل نحو المستقبل خصوصا بين الشباب السعوديين الذي يرون في ولي العهد مثلا أعلى للمسؤول الشاب الذي يعي جيدا ما يواجه الشباب من مصاعب نتيجة قرارات واجتهادت فردية أقرت منذ عقود وضيقت واسعا على الحياة الاجتماعية في المملكة. وفي حواره مع صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أخيرا، قال ولي العهد إن الإصلاحات جزء من علاج بالصدمة، وهي ضرورية لتحديث المملكة سياسيا وثقافيا، مؤكدا أن الصدمة كانت ضرورة أيضا لكبح جماح التطرف الإسلامي، كما تم إعطاء المزيد من الحقوق للمرأة في السعودية. فإلى جانب إعطاء المرأة حقها في قيادة السيارة بعد عقود من الممانعة، شهدت المملكة انفتاحا ثقافيا طال انتظاره، وأشكالا أخرى من نشاطات الترفيه في إطار خطة طموحة للإصلاحات يدعمها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ضمن خطوة تهدف إلى الاستثمار في البنية التحتية للترفية، التي ستصل إلى 64 مليار دولار. وتهدف لتوفير 224 ألف فرصة عمل في هذا القطاع الحيوي والمهم بحلول 2030.