من النادر أن يخسر فريق من فريق في مُباراتين خلال أسبوع من الخميس إلى الخميس، ومن المُخجل أن تكون الخسارة لفريق بحجم النصر ومن فريق مثل الباطن الذي لم يصعد لدوري المُحترفين إلاَّ عام 2016م، لكنَّ إدارته بقيادة الهويدي أحسنت صُنعاً وهي تختصرُ الطريق باختيارها الرائع لأجانب الفريق، فعددُ أهداف الباطن في المُباراتين (أربعة أهداف) كُلها من لاعبين أجانب. لن أتطرق لسبب خسارة النصر لأنها لن تكون الأخيرة لهذا الفريق، فالدروس تلو الدروس تقول بأنَّهُ (صفر) في اختيار أجانبه طالما أنَّه وعبر مواسم تكون الرؤية غير الفنيَّة والسمسرة النقديَّة هُما العُنصران المُسيطران في الاختيار، ولكن ما هو سبب غضب الجماهير النصراويَّة بعد مُباراة النصر مع الباطن في الملعب وفي مُحيط الملعب بل وخارج أسوار الملعب؟ كان المشهد رمي قوارير تجاه الرئيس واللاعبين، وحذفا بالحجارة والعصي تجاه (حافلة الفريق)، هذا الحدث أكادُ أجزمُ بأنَّه لم يكن ليحدث لولا أنَّ رئيس النادي سلمان المالك بعد كل مُباراة في دوري المُحترفين وفي مُسابقة الكأس يظهر عبر تصريحات ويُطلق الوعد بأن يكونَ كأس خادم الحرمين الشريفين نصراوياً، بل هذا الوعد المُتكرر أطلقه اللاعبون عبر تصريحاتهم، هل كان رئيس النادي يرى فريقاً في الدوري غير الذي كُنَّا نراهُ ولذا استسهل وعده في مُسابقة الكأس؟ فالفريق كان لا يصنعُ هجمة ولا يمنعُ هجمة ولا يُحسن نقل الكرة، وهل كان رئيس النادي يعتقدُ بأنَّ اللاعبين بالدوري لن يكونوا هم ذاتُ اللاعبين بالكأس؟ وهل كان اللاعبون يُخبئون أداءً لا يُشق له غبار في الكأس ولم يُظهروه لنا بالدوري؟ أعودُ لحافلة الفريق وما شاهدناهُ من رمي تجاهها، فهي حالة غير انضباطيَّة تسبَّبَ فيها كما قلت (الوعد الغريب)، كما تسبَّبَ فيها مُدير الكرة بدر الحقباني، حيث كان على بدر تأخير انطلاقة الحافلة لربع ساعة أو نصف ساعة، وأقولُ ذلك لسببين، الأوَّل أنَّ الحقباني شاهدَ رمي القوارير في الملعب وحينها لا يخفى عليه أنَّ من غضبَ ورمى سوف يترصدُ عند الخروج، والثاني ألم يكن الحقباني يعلمُ بأنَّ الطرق المُحيطة بالملعب أصبحت ذات اتجاهٍ واحد، وأصبحت أضيق من السَّابق بسبب مشروع (المترو)؟ ولذا كان الزحام أشدّ، وعند الزحام يكون إخراج الغضب من بعض الجماهير أسهل وأيسر وبلا عائق. أختمُ بأنَّني كنتُ وما زلتُ رافضاً أيَّ مشهدٍ غير انضباطي من اللاعبين ومن الجماهير مهما كانت الأسباب، لكن (وعد) الرئيس سلمان المالك كان غريباً، وكان على أعضاء مجلس الإدارة أن ينصحوه بأنَّ مسار الوعد قد يكون عكسيَّاً، لقد كانت للرئيس فرصة مُمتازة بأن يترك الوعود ويقولُ بأنَّ فترة رئاسته تكليف لأربعة أشهر، ولا يعد ببطولة، لا سيما أنَّ ثلاثة أرباع اللاعبين الأجانب جُدد، ولديه عمل استراتيجي لتنظيم الفريق يحتاج لأشهر، لو قال ذلك لما شاهدنا قوارير وطوبا وعصيا. خاتمة: إذا بكيتُ تكادُ الأرضُ تلفظني وإن ضحكتُ رأيتُ الكونَ يتسعُ k_alsh3laan@