لم تتوقف المملكة، وبتوجيهات مباشرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، عند إقرار الخطط الإنسانية لمساعدة الشعب اليمني، وإنقاذه من الظروف المعيشية القاسية، بسبب الممارسات الإرهابية للميليشيا الحوثية الإيرانية، والعمل على إعادة الشرعية ممثلة بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وإنما امتدت إلى جوانب إنسانية واجتماعية أخرى، تؤكد التوجهات الصادقة للمملكة للوقوف إلى جانب اليمن حكومة وشعبا، لا تنتظر إشادات دولية أو إقليمية، من منطلق أنها تنظر إلى مصير مشترك بين البلدين، وأمن لا ينفك، وعلاقات لن تؤثر عليها محاولات بائسة، من قوى الشر الإرهابية بالمنطقة. بالأمس القريب سلّم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة 27 طفلاً من المغرر بهم لمندوب الحكومة اليمنية، وهم الذين تم القبض عليهم أثناء المواجهات العسكرية مع ميليشيا الحوثي الانقلابية في عدد من جبهات القتال على حدود المملكة، ولأنهم أطفال لا حول لهم ولا قوة بعد أن أجبرتهم الميليشيا الإيرانية ودفعت بهم إلى جبهات القتال، تمت استضافتهم، وإكرامهم، وإعادة تأهيلهم، ليعودوا إلى حضن الشرعية، ويسهموا في بناء يمن جديد، بعيدا عن المؤامرات الإيرانية، التي تسعى إلى إطالة أمد الفوضى والحرب في اليمن، من أجل تحقيق أجنداتها التخريبية. جاء وداع الأطفال الأبرياء، الذين حاولت الميليشيا الحوثية استغلال براءتهم وانتهاكها من خلال تلقينهم أفكارا إرهابية متطرفة، وهم يحملون كل الود للمملكة، التي حرصت على أن يعودوا إلى أسرهم في وطنهم، وهم مسلحون بما يفيدهم، ويحصنهم ضد أعداء بلادهم، بل وهم يدركون خطورة الميليشيا الحوثية على مستقبلهم، بعد أن زجت بهم في الحروب مخالفة الأعراف والقوانين الدولية، وقبلها الأخلاق والمبادئ الإنسانية، التي فشلت في تطبيقها على أرض الواقع، بسبب أطماعها السلطوية على حساب أمن اليمن، وأمان شعبه. وتقدم المملكة كل يوم أنموذجا لأعمال إنسانية تنسجم مع الدين والأخلاق، في تعاملها مع الملف اليمني، بينما تقدم إيران نفسها كداعمة وراعية للميليشيا الحوثية الانقلابية، ودعمها بالصواريخ الباليستية والأسلحة النوعية وكل ما يدمر اليمن، ويطيل أمد الحرب. هذا هو الفرق بين مملكة تزرع الخير وتحرص على أمن واستقرار الشعوب، ونظام الملالي الإيراني، الذي ينثر إرهابه وشروره في كل مكان لزعزعة أمنها، وإدخالها في أتون الحرب.