كما انتقدت دائما تجار «الجشع»، فإن من حق التجار الشرفاء أن يحصلوا على الثناء الذي يستحقونه، فكثير من التجار المدركين لأهمية استقرار القدرة الشرائية للمستهلك أعلنوا عن تحمل ضريبة القيمة المضافة، بينما قدمت العديد من المتاجر عروضاً ترويجية مذهلة خفضت من أسعار السلع، مما ساعد المستهلكين على استيعاب تطبيق ضريبة القيمة المضافة والآثار غير المباشرة لارتفاع تكلفة الوقود والكهرباء ! لكن ذلك لا يعني أن جميع الإعلانات صادقة والتخفيضات حقيقية، فالمخادعون دائما يجدون وسائلهم للخداع والاختباء تحت عباءة الشرفاء، لذلك أذكر بأن وعي المستهلك هو سلاحه الأول في مواجهة التلاعب بالأسعار والاستغلال والغش، ومن المهم أن تكون عينهم الرقيبة في حالة يقظة دائما لضبط المتسللين من التجار الجشعين، الذين يستغلون حملات تحمل الضريبة ليلتفوا عليها برفع أسعار السلع خلسة بعد مرور مدة زمنية، لذلك تذكروا دائما الأسعار لرصد أي ارتفاع يطرأ عليها خلال الأسابيع أو الأشهر التالية لإعلان أي متجر تحمله قيمة الضريبة المضافة ! وبما أن موضوع المقال يخص الأسعار والجشع، فإنني سأخصص الأسطر التالية لبعض الغاضبين من انتقاد تجار «الجشع»، لأوجه لهم رسالة مفادها أن نقد التجار الجشعين يخص ولا يعم، ولذلك لا مبرر إطلاقاً لحساسيتهم المفرطة من النقد، وغضبتهم المضرية تفتقر للموضوعية، لأنها لا تميز بين التاجر الجشع والتاجر الشريف !