يُجمع اليمنيون اليوم على أن الحوثي هو عدو اليمن الأول، وأن بقاء ميليشيا الحوثي التابعة للنظام الإيراني تهديد حقيقي لكل يمني، حيث أصبح الشعب اليمني اليوم أكثر من أي وقت مضى عازماً على استعادة دولته، وطرد ميليشيا إيران من أرضه، وبات الجميع قبائل وسياسيون وأحزاب وعلماء وجميع قطاعات الشعب اليمني، على قلب رجل واحد يحثون بعضهم بعضاً على الاصطفاف معاً ضد الميليشيا الحوثية الإيرانية. وتعزز واقعة استيلاء الحوثيين على السلطة في اليمن بقتلهم حليفهم علي عبدالله صالح، وانفرادهم بالقرار، بردود أفعال الشعب اليمني المنتفض ضد الميليشيا، رفضاً لوجودها وممارساتهم التخريبية. وقال عضو هيئة علماء اليمن والبرلماني السابق الشيخ عبدالله صعتر: "إننا اليوم أمام خطر يهدد وجودنا جميعا، مشدداً أنه لابد من مواجهته بصف موحد رغم الجراح والألم، محذراً من أن اليمنيين إن لم يتحدوا فستصل إيران وميليشياتها إلى كل مسلم متمسك بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم". ودعا صعتر منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية وكل الدول الإسلامية والعلماء والأحزاب والقبائل ورجال الإعلام والنقابات والمنظمات والمواطنين للوقوف صفاً واحداً قبل أن يلحق الأحياء بمن قتلتهم إيران وميليشياتها. من جانبه، شدد عضو رابطة علماء عدن الشيخ جمال السقاف، على أن الالتفاف حول الشرعية لاستعادة الدولة ومؤسساتها فرض شرعي، وواقع ضروري، وعلى الجميع الانضمام لها، للوقوف صفاً واحداً أمام المدَّ الإيراني والخطر الحوثي العابث بمقدرات الوطن والقاتل لكوادره، مهيباً بالجميع أن يضعوا حداً للتداخلات الإيرانية في بلادهم، التي صارت لا تخفيها، بل وتتفاخر بها، معلنة إسقاط العاصمة لصالح مشروعها الفارسي التوسعي. وبيّن السقاف، أن دور إيران بات مزعزعاً للاستقرار، وأن ذلك صار من نافلة القول، فكل فوضى وخراب، ودمار وعدم استقرار في المنطقة، يشير لأتباع النظام الإيراني فيها، ولمضيها في تصدير ثورتها، وبناء امبراطوريتها الفارسية المزعومة، حد تعبيره. ونبه الشيخ السقاف إلى كارثة وجائحة ينبغي الإسراع في معالجتها، وقال: "إن كل يوم يمضي في حياة اليمنيين يرسخ لأقدام الحوثيين وأفكارهم الضآلة، مما يُصعب مهمة إخراجهم، ومحو آثارهم الكارثية، فالتأخير في الحسم، يوهن العزم، ويضاعف الخسارة، ويورث الندامة، ويُكسب الإثم، منوهاً إلى أن تجريف الحوثيين لمناهج التعليم في اليمن، ومسابقتهم للزمن في تغييرها؛ ليُفرضوا بذلك واقع، سيصعُب مع التباطؤ زحزحته أو تغييره، مبيناً أن هذا الخطر يجعلنا أمام مفترق طرق لا خيار لنا فيها، سوى الحسم والحسم فقط". وأكد السقاف أن أي حلٍّ للقضية اليمنية، سوى الحسم العسكري، ما هو إلا تكريس للمشروع الإيراني، وترسيخ للانقلاب الحوثي، الذي لا يلتزم بعهد ولا ميثاق، ولا يفهم إلا لغة القوة والاحتراب. ومن جهة ثانية، قال عضو هيئة علماء اليمن الشيخ عبدالله بن غالب الحميري: "إن الحوثيين لن يُمَكنوا كما مُكّن غيرهم؛ لأن غيرهم خلط عملاً صالحاً وآخر سيئا أما الحوثيون فهم سيئة محضة". وأضاف: "الجماعات والمجتمع والعاملين للإسلام والدعاة، كلهم أُخِذوا بجزءٍ من ذنوبهم، منها التقصير بأخذ الأسباب الكافية، والتفريط، وعدم الحرص على اجتماع الكلمة، أو التقوقع على الخلافات الجزئية، وحظوظ النفس، مؤكداً أن ما وقع هو جزء من عدل الله، وأنه ينبغي على الجميع الذين يعيشون هذه المصاعب ألا يُحبطوا ولا يستكينوا ولا ييأسوا ، قال تعالى : "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين". كما أكد الشيخ عبدالسلام الخديري أن أطماع إيران لن تقتصر على اليمن، وهذا يعني أن المنطقة والأمة أمام مسؤولية كبيرة وعظيمة، مشيراً إلى أن هناك فراغات حالية تركتها المكونات الدعوية، هذه الفراغات يسبق إليها الضالون المضللون في كل مكان، وطالب المكونات الدعوية وجميع المعنيين إلى المسارعة لملئ الفراغ. وقال: "ما لم نسارع إلى ملئ هذه الفراغات والمتاحات، فإن الآخر يعمل ليل نهار للنًحت في المجتمع اليمني، وما نفيق إلا وقد تغيرت المعادلة الجغرافية والسكانية، ونظل نغالط أنفسنا أن هذه حاضنة سنية وتلك شيعية، مؤكداً أن الحوثيين بمشروعهم يقومون بالنحت يومياً، من بنية المجتمع اليمني، منوّهاً إلى أنه لا يزال أمام الدعاة والمصلحين فراغات واسعة، إذا أحسنوا الخطاب، ووسعوا الصدور، وفتحوا المنافذ للناس.