صدر التوجيه الكريم باستدعاء مجموعة أدرجت أسماؤهم بتهم تتعلق بقضايا الفساد، فلم يستثن منهم صغيرا أو كبيرا أميرا كان أو وزيرا من الحاليين أو السابقين الذين كانوا على رأس العمل، لتطهير الوطن وقطع دابر المفسدين، فأضاء نور العدل، وارتفع صوت الحق المبين في الأفق على أنباء كان لها أصداء واسعة عبر الإعلام، أسعدت الشعب السعودي وأثلجت صدر كل مواطن نزيه وغيور على وطنه، معلنة بذلك ساعة الصفر بالحرب على الفساد وأهله والتصدي له بيدٍ من حديد، وتخليص الوطن من كل مسؤول ساهم بنهب مقدراته وكان له دور في تعطيل عجلة البناء والتقدم، واعتدى على الأموال العامة للدولة بغير وجه حق وبطرق غير مشروعة، واستغلال السلطة والصلاحيات الممنوحة له، متناسيا أداءه للقسم العظيم أمام ولاة الأمر، بالمحافظة على الأمانة التي أوكلت اليه، ولكن دليل ضياع الأمانة دليل ضياع الإيمان ونقص الدين، فالمال العام الذي تم الاستيلاء عليه حرام لا يحق له ولا لغيره، يجب مقاضاته وإعادته لخزينة الدولة من أجل المصلحة العامة للوطن، توجيهات المقام الكريم بإيقاف واعتقال عدد كبير من المسؤولين وتشكيل لجنة عليا لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد، للتحقيق وتقصي الحقائق في التهم المنسوبة للمتورطين بقضايا الفساد سابقة لم يشهد لها التاريخ مثيل، لأنها لم تستثن أميرا ولا وزيرا أو أي مسؤول كان يتبوأ منصبا في الدولة كائنا من كان في المعاملة، فاليوم لا حصانة تحمي أحدا ساهم بقضايا فساد في زمن ملكٍ عادل يريد الخير لأمته والنزاهة والإصلاح لوطنه والارتقاء به لمصاف الدول المتقدمة، فالدولة أنفقت المليارات سنويا وما زالت تنفق بسخاء على المشاريع العامة في المجالات كافة، وتسعى للبناء والتطوير على كافة الصّعد لازدهار الوطن وتقدمه ورفاهية المواطن، وفي المقابل نجد أن هناك أيادي خفية ماتت ضمائرهم من هوامير الفساد، يحتالون ويعيثون ويسرقون بلا خوف من الله ويساهمون في تعطيل وتأخير المنجزات الحضارية والمشاريع التنموية، ولكن بدأت المسألة وتصحيح المسار، فالوضع اختلف تماما كما قاله الأمير محمد بن سلمان «لن ينجو أي شخص دخل قضية فساد سواء وزير أو أمير أو أي كان تتوفر علية أدلة كافية سيحاسب»، فأصبح واقعا ملموسا، فالرسالة حقيقةً أصبحت واضحة للجميع، فاللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا أتّباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، فلكم صادق الدعاء من شعبكم المحب والمخلص للقيادة الرشيدة، فاليوم المواطن السعودي ينعم ويتمتع بحفظ حقوقه، وهي من النعم التي تستوجب منّا الحمد والشكر، ولنعلم جميعا بأننا محسودون ومحاربون على نعمة هذا الأمن والاستقرار. [email protected]