كعادته دائما في كل تصريح يدلي به وكل قرار يتخذه، كان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مدهشا يلفت الأنظار ويبهر المتلقين في الحوار الذي أجراه معه الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، الذي أوضح فيه المحاور أنه مر عليه وقت طويل جداً لم يتكلم مع أي زعيم عربي بسيل عارم من الأفكار الكبيرة التي ترمي إلى إحداث نقلةٍ في بلاده كهذا الحوار. إن الديناميكية التي يتصف بها الأمير محمد بن سلمان تجعله كما أوضح في عجلة من أمره، لتحقيق ما يصبو إليه من رفعة لوطنه ونصرة لقضايا أمته، فليس هناك وقت للتأني والتريث والاسترخاء، فالعالم في سباق لا يرحم مع الزمن، ليس لأحد أن يتمهل لالتقاط الأنفاس، وإلا سيصطدم به قطار الزمن. ومن هنا كانت شفافية ولي العهد في تناوله قضية مكافحة الفساد، والتي أشار فيها إلى أن خادم الحرمين الشريفين رأى أنه ليس من الممكن أن نبقى ضمن «مجموعة العشرين» في حين تنمو بلادنا بهذا المستوى من الفساد. لتأتي هذه الحملة التي ستجتث الفساد في البلاد ابتداء من المستويات العليا من المسؤولية. وكان تناول الأمير محمد لأسباب أزمات المنطقة جوهرة الحوار، عندما وصف المرشد الأعلى الإيراني بأنه هتلر جديد في منطقة الشرق الأوسط، في وضوح للرؤية، يحدد المجرم الأكبر في كوارث المنطقة، بدوافعه التوسعية والطائفية. إنه حديث الكبار الذي يجب أن ينصت إليه الجميع.