وسائل الجر كثيرة، وأول تلك الوسائل هي الكذب التي استخدمها إبليس اللعين الذي استخدمها مع أبينا آدم، وجره لتذوق الشجرة ولا زال يحاول جر ذريته إلى المعصية، وأن يتبعوه ويكفروا بالله ليوصلهم إلى ما يريد، فمن اتبعه فمصيره سيكون جهنم وبئس المصير. وفي المدارس عرفنا حروف الجر التي تجر الكلمة التي بعدها، فيكون الارتباط قسريا ولن تنفلت منها، ولولا ذلك الحرف لوجدت أن بعض الكلمات لها معنى قد يكون أفضل بكثير مما يريدون ربطها به. لقد تعود كثير من مخلوقات الله على الجر، مثل البهائم سواء كانت مفترسة أو مستأنسة، وعادة ما ترفض تلك المخلوقات الجر لأنها لا تعرف أين ستذهب وماذا سيكون مصيرها، فربما تذكرت أقرانها قد جروا قبلها ولم يرجعوا ولا تريد أن يكون مصيرها مصير من سبقوها. رفض البهائم للجر أمر بديهي، ولكن قبول البشر هو ما يحيرني، خصوصا أن بعضهم يدعون العقلانية وجرهم أسهل كثيرا من جر البهائم، ويكفيهم أن تضع إشارة ما يسمى «الهاش تاق» في مواقع التواصل الاجتماعي، وتجد أنهم ينجرون وهم لا يعرفون من وضع الطوق برقابهم، عفوا أقصد من وضع الإشارة. من حبال الجر في الكويت، التي شاهدناها في رقاب البعض حبل «كرامة وطن»، الذي لا يعرف من وضعه ويعترف به، ولكن هناك من يؤكد أنهم نفس الجهة التي حاولت وضع هاش تاق، ليوهموا الناس بأن الشيخ سيف بن زايد آل نهيان قصد الكويت بكلمته التي ألقاها في منتدى الإعلام الإماراتي، ولكن من يسمع الكلمة كاملة بدون اجتزاء سيعرف أنه قال «الإخونجية» فهم من يتلونون في كل مستنقع حسب مصلحتهم. كلنا يعرف تقدير ومعزة حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد في قلوب أبناء الشيخ زايد رحمه الله، فمن يحاول جر الكويت ليعلم بأن في الكويت عقلاء لا ينجرون خلف حبال الإخونجية الخبثاء وليموتوا بغيضهم، فالعقلاء أكبر من هاش تاق يجر خلفه من لا يملكون عقولهم ويسيرون كالبهائم. أدام الله المحبة والتقدير بين قيادات الخليج العربي، ولا دام من سمح بأن يجروه خلفهم ولا يعرف أين يريدون الذهاب به، وفهمكم كفاية.