يشكو أهالي قرى الخضراء بمركز صمخ جنوببيشة، من نقوصات كبيرة تفتقدها قراهم، سواء في الخدمات الصحية أو البلدية، إضافة إلى تعثر العديد من المشاريع وخدمات الاتصالات، وطالب الأهالي أكثر من مرة عبر العديد من القنوات المختصة بإيصال تلك الخدمات، إلا أن مطالبهم تحولت مع مرور الوقت إلى أحلام يترقبون تحقيقها منذ عدة سنوات. عبر جولة «عكاظ» جدد أهل الخضراء نداءاتهم للجهات المعنية بالتدخل السريع والعاجل، لتنفيذ الخدمات الناقصة، وفي مقدمتها استكمال المشاريع المتعثرة، التي سببت الكثير من الإشكاليات في سير حياتهم اليومية. يظل مشروع مركز صحي الخضراء حبرا على ورق منذ أكثر من أربع سنوات، يشوبه التعثر بعد أن توقف العمل فيه بسبب انسحاب المقاول منفذ المشروع، ما شددت المطالبات على وزارة الصحة بسرعة إنجاز المشروع وتوفير كافة الخدمات الصحية اللازمة من كوادر طبية وتمريضية، إذ قال المواطن محمد الحسيني إنه منذ عدة سنوات ونحن نطالب بإنشاء مبنى للمركز الصحي، وأصدر صك باسم المركز من المحكمة الشرعية عام 1412ه، وبدأ المقاول بالعمل قبل خمس سنوات في تأسيس المشروع، إلا أنه انسحب من المشروع بعد عدة أشهر تاركا خلفه حديد التسليح دون حماية من الصدأ وحفر خزانات بأعماق تصل إلى 10 أمتار، مكشوفة أمام المارة والأطفال، دون توفير وسائل السلامة المطلوبة، أو التنبيه بما يهدد حياتهم وينذر بوقوع كارثة، خصوصا أن المشروع مجاور لمدرسة الخضراء الابتدائية، مضيفا أن صحة بيشة سحبت المشروع من المقاول المتعثر وسلمته إلى مقاول آخر قبل سنة، إلا أنه حتى الآن لم ينفذ المشروع من جهته، أشار علي صقيع إلى أن مبنى المركز الصحي الحالي مستأجر ويخدم أكثر من 13 قرية، ويعاني من نقص في الخدمات ولا يوجد فيه سوى طبيب واحد وممرضتين وإداري وسائق فقط، لافتا إلى أن كبار السن يعانون من الذهاب إلى المراكز الصحية في المحافظات المجاورة لطلب العلاج. ويؤكد المواطن ناصر صقيع غياب مشاريع البنى التحتية من ملاعب وحدائق عامة في عدد من قرى الخضراء، بالإضافة إلى معاناة الأهالي الذين يأملون من رئيس بلدية صمخ والمجلس البلدي اعتماد وتنفيذ مشاريع تعود على المواطن بالنفع والفائدة. ويضيف أن شباب قرى الخضراء في أمس الحاجة إلى ملاعب رياضية مجهزة تكون متنفسا لهم في وقت فراغهم، إضافة إلى وجود حدائق وملاعب لأطفالهم الذين لا يجدون سوى ساحات ترابية سبّب غبارها الكثير من الأمراض كالربو والحساسية. ويتطلع سكان قرى الخضراء إلى مزيد من الخدمات البلدية من إنارة وسفلتة وأرصفة، وهو ما أشار له معتق مبارك الشهراني بأن طريق (روية) يعاني من كسور في طبقة الإسفلت بسبب سيول وادي هرجاب، مضيفا أنه تمت مراجعة بلدية صمخ التي أكدت أنها بصدد إصلاح الطريق في القريب العاجل مع إنارته، فيما طالب سعيد حشر الشهراني البلدية بتوسعة الطرق الفرعية داخل قرية (بادية) مع رصفها وسفلتة مواقف مدرسة الخضراء الابتدائية للبنين. وتساءل الأهالي عن عدم تنفيذ جسر «كوبري» وادي هرجاب الذي يربط القرى بالطريق العام (بيشةخميس مشيط)، إذ يقول سعيد الشهراني إن سكان الجهة الجنوبية من الخضراء لا يستطيعون عبور الطريق العام عند هطول الأمطار وجريان أودية هرجاب والقاع، مضيفا: عند جريان السيول تعلق الدراسة، ولا يستطيع الطلاب الوصول إلى مدارسهم لانقطاع الطرق الموصلة إليها إلا عن طريق طرق أخرى بعيدة ووعرة، مطالبا بسرعة تنفيذ جسر على وادي هرجاب لخدمة سكان القرى. وبعد انتظار سنوات، استبشر الأهالي خيرا بالبدء في مشروع طريق الخضراء المعدن العام، لكن سوء التنفيذ اغتال تلك الفرحة، فالطريق أصبح زراعيا ووعرا، تكثر فيه التعرجات والمنحنيات الخطيرة جدا على طول امتداده مما تسبب في العديد من الحوادث المرورية. وأوضح فاهد الحسيني أن وعود المسؤولين في وزارة النقل لتحقيق مطالب الأهالي باعتماد طريق عام تحولت إلى تنفيذ طريق زراعي ضيق دون كتف وكثير المنحنيات وغير مستوٍ في بعض المواقع، مبينا أنه تمت مراجعة إدارة نقل بيشة عدة مرات للمطالبة بتعديل مسار الطريق الحالي وتوسعته، وكانت الإجابة دائما «تم رفع دراسة توسعة الطريق للوزارة»، مشيرا إلى أن هذا الطريق حيوي ويربط محافظة النماص بمركز صمخ بطريق بيشةخميس مشيط، إضافة إلى ربط البادية بالمرافق الحكومية. ويعد غياب اتصالات المشتركين في قرى الخضراء إحدى الإشكاليات التي يعاني منها الأهالي؛ علاوة على غياب خدمات الإنترنت على الرغم من اشتراكهم فيها، كما أكد المواطن مفلح محمد الواهبي تقديم الأهالي شكوى جماعية إلى هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات عن الوضع السيئ للخدمات الضعيفة التي تقدمها شركة الاتصالات، بينما يدفعون فواتير ورسوم الشبكة رغم رداءتها، وأفاد أنهم يضطرون إلى صعود الجبال المجاورة لهم لالتقاط إرسال الشبكة من أبراج طريق بيشةخميس مشيط، وتتفاقم المعاناة لدى المعلمين والمعلمات وأولياء الأمور والمدارس الحكومية التي تفتقد للاتصالات، لافتا إلى أن البرج الموجود حاليا هو برج معزز لشبكة أخرى تستفيد منه قرى مجاورة. وأجمع عدد من الأهالي على أن توقيف تشغيل مشروع بئر الخضراء الحكومية، زاد معاناتهم من شح المياه، مطالبين بإيجاد حلول عاجلة بتشغيل المشروع وإنهاء معاناتهم، إذ قال سعيد الشهراني إن المقاول انسحب من العمل ببئر الخضراء وبقيت دون تشغيل، رغم حاجة الأهالي الماسة لها، إذ إنها بئر السقيا الوحيدة بالقرية والقرى المجاورة، مشيرا إلى أن بعض المواطنين يضطرون لشراء صهاريج مياه خاصة من حسابهم الخاص.