كشف رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس (الإثنين) بالرياض، تفاصيل ملتقى آثار المملكة (الأول) الذي تنظمه الهيئة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الأسبوع القادم. وأكد أن الملتقى اكتسب أهمية استثنائية برعاية خادم الحرمين الداعم الأول للتراث الوطني، وقال: «قضية الآثار والتراث الحضاري بالنسبة للملك سلمان قضية متأصلة، وتأثرت من اهتمامه الكبير بالتراث، سواء وأنا طفل صغير أو كمواطن عاصرت زياراته وتنقلاته في أنحاء المملكة متفقدا مواقع التاريخ والآثار». ونوه رئيس الهيئة إلى أن ملتقى آثار المملكة لن يكون مؤتمرا علميا بل ملتقى للمواطنين يعزز علاقة وارتباط المواطنين، خصوصا النشء، بآثارهم الوطنية، ويشمل عددا من الفعاليات والأنشطة الموجهة للجمهور، الهادفة إلى تعريفهم بآثارهم الوطنية وربطهم بها وإبراز البعد الحضاري للمملكة. وأضاف أن الملتقى الذي سيبدأ الأسبوع القادم نصفه سيكون للآثار وعلومها ومشاريعها ونصفه الآخر للتوعية، ويستهدف تعريف المواطنين على آثار بلادهم، فالسعودية تحوي أرضها مخزونا أثريا فريدا قل نظيره، ولم يكتشف منه إلا نحو 10%، وهي تضاهي أي مكان في العالم في هذا المخزون الحضاري الغني وفي موجوداتها الحضارية، والتاريخية، والملتقى سيظهر جوانب واسعة من هذه الصورة من خلال مشاركة عدد من أبرز علماء الآثار في العالم. وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن الهيئة تعمل على رفع الوعي بالإرث الحضاري والتاريخي للمملكة، وربط المواطنين بتاريخ وطنهم الذي كان منطلقاً لعدد من الحضارات الإنسانية المتعاقبة التي توجها الإسلام العظيم، وتعريفهم بهذا الغنى الحضاري وتعزيز روح الانتماء. مشيرا إلى أن الملتقى تأكيد من الدولة بأن الآثار الوطنية تمثل عنصرا رئيسيا في اهتمام الدولة واعتزازها بتاريخها وحضاراتها، ومكوناً أساسياً في هوية المواطنين، ومنطلقاً صلباً للمستقبل، ولفت إلى أن الملتقى يقام في وقت يشهد فيه المجتمع تحولا نحو الاهتمام بالآثار والاعتزاز بها وبقيمتها الحضارية والوطنية والثقافية، وهو ما يمثل نقلة نوعية كبرى حققتها الهيئة. وأضاف أن الهيئة تعمل على تحويل المتاحف إلى مؤسسات ثقافية من خلال تطوير أنشطتها وعروضها المتحفية وفعالياتها والمتاحف الجديدة، وعددها نحو 18 متحفا إقليميا، وهي في الواقع أكثر وأكبر من متاحف دول العالم، وكان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد وقع على هامش المؤتمر الصحفي اتفاقيات شراكة بين الهيئة وكل من وزارة الداخلية، ومؤسسة البريد السعودي، ومصلحة الجمارك، في مجال استعادة الآثار.