بعدما انتزع الفنان السعودي رابح صقر حماسة وتصفيق الجماهير في حفلته الأخيرة بمدينة جدة أمس الأول (الخميس)، بمناسبة عيد الفطر المبارك، نصب نفسه بذلك «نجماً فوق العادة»، متجليا على خشبة المسرح، قبل أن يتصدر قوائم الترند في «تويتر» السعودية، في لفتة احتفاء فاخرة من جمهوره بلغة الإعلام الجديد. وشارك صقر خلال الحفلة الساهرة كل من عبادي الجوهر وطلال سلامة، في أمسية امتدت حتى ساعات الفجر الأولى، قص شريطها الفنان طلال سلامة، وأسدل ستارها صقر، وشهدت حضوراً كثيفاً من سكان وزوار جدة، فيما وجه صقر رسائل في أكثر من اتجاه، أربكت حسابات منافسيه، في إطلالته الثانية في عروس البحر الأحمر هذا العام، ولم تمنح أغانيه فرصة للجماهير بالجلوس على المقاعد، إذ حركت أعماله الإيقاعية سكون الجماهير، وتطايرت معها أشمغتهم. بدأ صقر وصلته بتهنئة جماهيره بالعيد قائلا: «حلو إننا نعيد في البلد»، في إشارة إلى عودة الحفلات الغنائية بعد أن ظلت حبيسة المهجر، مركزا على الأغاني الأكثر خصوصية لجمهوره الجداوي الذي شارك بدور الكورال، فغنى «خلاص»، و«كل ما زاد»، و«سقى الله» و«مغرورة»، و«خميس ومالي خلق أزعل»، و«هو هذا». كما أدى صقر «رقصة الداب»، أكثر من مرة، ليماهي حماسة الجمهور، قبل أن يهدئ من انفعالاتهم بأغان هادئة منها: «قالوا الحب»، و«صدقيني عجزت أنساك»، نسي خلالها أن يحتضن عوده، ليختم بأغنية «في منتهى الرقة»، والأغنية الوطنية «يا دار». وكان افتتاح الحفلة من نصيب الفنان طلال سلامة، الذي سبقه عوده على خشبة المسرح كعادته، ليعيد ذكريات الماضي في ليلة الثلاثين من يونيو، بعد أن استهل وصلته بأغنيته الأشهر «رضا والله وراضيناك»، ثم «في سحابة»، ولم يرفض سلامة طلب الجمهور فغنى «يا رقيق المشاعر»، أعقبها عزف على العود مصاحباً أغنية «شفت خلي بعد غيبة»، ثم «شوفوا حبيبي»، و«حبنا الله عليه»، ثم أهدى أغنية للأمير محمد بن سلمان بعنوان «بوركت يا محمد»، وأغنية أخرى إهداء للوطن. تلاه عبادي الجوهر، الذي تربطه بجدة علاقة حب مزمنة، ملأت عينيه شوقا للجمهور بعد غياب طويل، فكان سخيا، وخطف أنظار الحضور، برائعته «خلاص ارجع» على العود، وتنقل بين قديمه وجديده، ليغني «الجرح أرحم»، و«في أول العام الجديد» وتسلطن في «سكة طويلة»، و«قالوا ترى»، بيد أنه لم يشارك بأغنية وطنية عكس نظرائه.