رحل الأمير مشعل بن عبدالعزيز تاركا خلفه إرثا كبيرا وسجلا حافلا في مجال العمل الخيري والإنساني، لاسيما ما يتعلق بخدمة الإسلام والمسلمين، وضيوف الرحمن على وجه الخصوص. وظل الأمير مشعل حريصا على هذا الجانب حتى آخر أيامه في هذه الدنيا الفانية، ومن ذلك وصيته قبل ثلاثة أيام من وفاته، إذ وجَّه الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن السديس بتجهيز مشروع إفطار للصائمين في الحرم المكي، الذي يتضمن توزيع سبعة آلاف وجبة مميزة يومياً في المسجد الحرام، بمعدل 210 آلاف وجبة طوال الشهر الفضيل، إضافة إلى الوجبات التي يتم توزيعها في مساجد كُدي والرصيفة، وغيرها داخل حدود الحرم المكي، وأخرى في الرياضوجدة. وهناك أيضا مشروع لإتاحة فرصة الحج لمن لم يسبق له أداء الفريضة، إضافة إلى دعم دورات تحفيظ القرآن الكريم، وبرامج تقديم المواد الغذائية للفقراء والمحتاجين والأيتام. كما كانت له مئات من خطابات الشفاعة للمحتاجين للخدمات الطبية في المستشفيات داخل وخارج المملكة. وكان الأمير مشعل أول من أمر بتجهيز مصليات متنقلة لخدمة ضيوف الرحمن بالمشاعر المقدسة في موسم الحج، وذلك منذ العام 1430، كما استفاد من مشروع المصليات المتنقلة الكثير من المسلمين في المملكة، والكويت، وقطر، وإندونيسيا، وماليزيا، ودول أفريقية عدة. وشيّد الأمير الراحل عشرات الجوامع والمساجد في كثير من المدن، وتبرع بأجهزة طبية خاصة بمرضى الكلى، إضافة إلى حفر الآبار في كثير من القرى والهجر. وما نأمله أن يتبنى أبناء الأمير مشعل إنشاء مؤسسة خيرية تحمل اسمه، لتتواصل تحت مظلتها جميع أعماله الخيرية. نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يجزل له العطاء نظير ما قدم لدينه ووطنه وأمته.