لمن ستكون الغلبة في انتخابات الرئاسة الفرنسية التي تجرى اليوم (الأحد)، وما هي السيناريوهات المحتملة للنتائج؟. يرى مراقبون أن هذه الانتخابات محفوفة بالمفاجآت المتوالية منذ اللحظة الأولى للمرحلة التمهيدية من سباق الحملة الانتخابية، سواء بالنسبة لليمين أو اليسارعلى حد سواء. الحملة التي قيل عنها إنها لم يسبق لها مثيل، حطمت كل التوقعات ولم تستطع مراكز سبر الآراء متابعة حيثياتها بالشكل المعهود في الحملات الانتخابية السابقة، فتارة تأتي مارين لوبان في الطليعة وتارة أخرى يسبقها ماكرون وساعة بعدها يحدث ميلونشون المفاجأة ويتصدر ترتيب الآراء، وأخرى يتقهقر فيها لذيل الترتيب ويسبقه فيون وهكذا يتأرجح ميزان عمليات سبر الآراء بين ساعة وأخرى. ويبدو أن المعلومة الوحيدة المتوفرة عن آخر عملية سبر آراء صادرة الجمعة الماضي عن «أودوكسا» تشير إلى أن عدم استقرار آراء الفرنسيين حول المرشحين تظل تحطم كل التوقعات، فمن بين 34٪ من الناخبين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم لم يختاروا بعد مرشحا معينا. التردد الذي يصيب الناخبين في الغالب هم من اليسار، 43٪ من أنصار الحزب الاشتراكي يقولون إنهم لم يتخذوا بعد اختيارهم بين المرشح الرسمي للحزب الاشتراكي بينوا هامون وصاحب شعار «فرنسا المتمردة» جان لوك ميلينشون، وإيمانويل ماكرون، لكن الإحصاءات تشير رغم ذلك إلى أن ماكرون وميلنشون لهما حظوظا قوية في استقطاب الناخب اليساري بنسبة 45%. معطى آخر أشار إليه مراقبون ومراكز بحث، وهو أن هناك اقتراعا «مخفيا» لصالح فرانسوا فيون، فمن بين 6٪ و10٪ من أفراد العينة المشاركة في استطلاع «أودوكسا»، يؤكدون تصويتهم لمرشح اليمين. سيناريو آخر يؤخذ على محمل الجد، وهو تشتت أصوات الناخب الفرنسي بين ميلينشون، هامون، وماكرون، وهو ما يفتح الأفق أمام صعود فيون ولوبان للدور القادم، بمعنى أن هناك خزانا من الأصوات يأخذ في الحسبان قاعدة صلبة له، يتراوح في الحقيقة ما بين 18 و20٪، وإذا ذهبت الأصوات باتجاه ميلانشون وهامون بدرجة أقل، فإنه سيسمح ذلك لمرشح اليمين فرانسوا فيون بانتزاع المركز الثاني بعد مارين لوبان.