gbadkook@ رغم انعكاسات الوضع المالي للبلاد على العديد من المشاريع، واصلت أمانة جدة تنفيذ العديد من المشاريع الحيوية؛ في مقدمتها تحقيق تقدم ملموس بلغت نسبة إنجازه 75% على مشروع تطوير الكورنيش الشمالي بطول نحو 4.5 كم، الذي اصطحبنا أمين جدة في جوله عليه بمعيّة كبار مساعديه، حيث اطّلعنا ميدانياً على مُنجز جميل يوشك أن يكتمل، وسيغيّر حينئذ وجه الواجهة البحرية لجدة لتضاهي أجمل المدن الساحلية، ومن أبرز ملامح تطوير الكورنيش ما يلي: 1 16 ساحة مرصوفة وواسعة تتسع لآلاف المتنزِّهين؛ تمّت كسوة أرضياتها بتشكيلات فنية من حجر الجرانيت، وتتخللها 12 نافورة؛ إضافة لأشجار جوز الهند. 2 استحداث 4 شواطئ جديدة للسباحة، بطول 5 كلم؛ تضم كافة مستلزمات هذه الرياضة وفي مقدمتها أماكن مجهزة للاغتسال وتبديل الملابس. 3 ممشى بحري (جديد) بطول يتجاوز 4.5 كلم، إضافة لأطول ممشى (معلّق)؛ وهو جسر حديدي يبلغ طوله 650 متراً؛ يبدأ من ممشى شارع الأمير فيصل بن فهد حتى الساحة الرئيسية بالكورنيش الشمالي. 4 العديد من المسطحات الخضراء بمساحة 275 ألف متر مربع؛ تتخللها ملاعب أطفال وتنتشر حولها مقاعد رخامية وحجرية ثابتة لجلوس روّاد الكورنيش والمتنزهين. 5 تغطية كامل منطقة الكورنيش بكاميرات مراقبة أمنية (مخفيّة) لحمايتها من العبث، مع تركيب نظام صوتي للتواصل مع المتنزهين، إضافة ل 5 أبراج لمراقبة الشواطئ. 6 توفير شبكة واي فاي مجانية على كامل منطقة الكورنيش، إضافة لتركيب شواحن لأجهزة الجوال؛ موصولة بالكراسي، مع توفير مواقف سيارات تتسع ل1600 سيارة. 7 إنشاء دورات مياه عامة وأخرى مدفوعة الأجر؛ كثيراً ما طالبنا بإنشاء مثلها، لضمان نظافتها وصيانتها باستمرار، إضافة لمبانٍ تضم (مرشّات) لخدمة راغبي السباحة. 8 تنفيذ سقالة رئيسية تمتد بطول 125 متراً داخل البحر وبعرض 10 أمتار، وتضم العديد من الجلسات للمتنزِّهين وهواة الصيد، (أتمنى لو يتم تنفيذ المزيد منها). 9 نثر العديد من المجسمات الفنية التشكيلية على الكورنيش؛ جميعها من تصميم فنانين سعوديين، تحمل كل منها لوحة بكافة المعلومات عن العمل الفني. 10 العديد من المحلات (الاستثمارية) التي سيتم تأجيرها لراغبي تقديم الخدمات لروّاد الكورنيش. 11 حائط بحري تم تصميمه هندسياً بشكل منحنٍ ليسمح بتكسير الأمواج وارتدادها للبحر، بدلاً عن أن تفيض المياه إلى الكورنيش والطريق المحاذي له. 12 غرفة مراقبة وتحكُّم واتصالات مشتركة مع عدد من الأجهزة الحكومية المعنية، لمراقبة الوضع على الكورنيش باستمرار ومنع التعديات والتعامل مع التجاوزات؛ أياً كان نوعها. ولا يمكن الحديث عن مشروع تطوير كورنيش جدة بدون توجيه الشكر الجزيل إلى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، وسمو محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد اللذين يتابعان شخصياً أعمال المشروع عن كثب، ويوجّهان بسرعة تذليل أية معوّقات، كما بلغت تكلفة هاتين المرحلتين من مشروع تطوير الكورنيش 800 مليون ريال. ولا تقتصر فوائد مشروع تطوير الكورنيش على الناحيتين الترفيهية والجمالية، وإنما سيساهم أيضاً في تطوير البيئة العمرانية لمدينة جدة، وسيزيد من مقومات الجذب السياحي فيها، وهو ما يتماشى مع أهداف رؤية 2030. ويبقى تحديان مهمان أمام الأمانة في هذا الصدد هما: 1 الالتزام بإنهاء المشروع في توقيته المحدد حسب الخطة؛ أي بعد نحو 5 أشهر. 2 الاهتمام بالصيانة والحفاظ على المنجزات من العبث والتخريب والاستهتار. ورغم أنني أثقلت على أمين جدة بكثرة أسئلتي عن موضوعات (بلدية) عديدة؛ تبدو لي مُحيّرة بعض الشيء، إلّا أنه أجاب عليها برحابة صدر، وفيما يلي بعض من تساؤلاتي، وإجابات الأمين عليها، وأترك للقارئ الكريم الاتفاق أو الاختلاف مع مضامين تلك الردود: س: ما سبب تغيير أرصفة بعض الشوارع الرئيسية رغم كونها بحالة جيدة؟ ج: الأرصفة التي تم تغييرها كانت متآكلة وحالتها سيئة، وبعضها لم تُصن منذ تركيبها قبل 30 عاما. س: لماذا يتم استبدال أعمدة إنارة الشوارع بمصابيح الّليد الكهربائية بدلاً عن مصابيح تعمل بالطاقة الشمسية؟ ج: بدأنا بتجربة إنارة بعض الشوارع بالطاقة الشمسية، ونحن في مرحلة تقييم النتيجة. س: ما الحكمة من تغيير أماكن فتحات الدوران ال(U-TURNS) في بعض الشوارع لتصبح قريبة من الإشارات المرورية، ما فاقم مشكلة الازدحام قبل الإشارات؟ ج: الأمانة لا تنفرد بتقرير ذلك لأن هناك لجنة في الأمانة تضم المرور وبعض الجهات الأخرى هي التي تقرر تلك الأمور، ولا مانع من إعادة النظر فيها. س: ما سبب التأخير الملحوظ في تنفيذ مشروع نفق تقاطع طريق الأندلس مع شارع فلسطين؟ ج: المشروع واجه تحديين غير متوقعين هما ارتفاع منسوب المياه الجوفية، وبعض الاعتبارات الأمنية على الحفر في المنطقة، وقد تم تجاوز ذلك، والآن المشروع يسير بشكل جيد. س: أليس هناك حلول أفضل لدورانات طريق الملك التي تتسبب في الكثير من الازدحام؟ ج: الدورانات هي حل مؤقت، وقد أسهمت في تخفيف الازدحام عند تقاطعات الإشارات المرورية السابقة، وسيتم القضاء نهائياً على المشكلة بعد تنفيد مشروع النقل العام الذي سيحرِّر طريق الملك من التقاطعات والدورانات. ختاماً، رغم جهود أمانة جدة لتحسين نوعية الحياة في المدينة، أعتقد بأن سكان جدة لن يشعروا بالرضا عن أمانتها ما لم تبادر لتنفيذ مشاريع ينتظرونها منذ عقود؛ ربما ليست بجمال وتنسيق مشروع الكورنيش ولكنها (ضرورية) كي يعيشوا بشكل «إنساني»؛ بدون قلق أو منغصّات. [email protected]