هناك مصطلحات كثيرة يستخدمها الناس في كثير من المناسبات سواء كانت أفراحا أو أتراحا، ففي التهنئة في قدوم المولود هناك من يستخدم مقولة «جعله أطيب من أبوه»؛ لأنهم يتمنون أن يفوق هذا القادم الجديد طيب والده، ومن الطبيعي أن كل أب يتمنى أن يكون ابنه أفضل منه. هناك مصطلحات لها ظروفها الخاصة ويجب أن يكون لها رد مشابه لها مثل مقولة «من خوياهم وطاب ملفاهم»، التي تقال عند قدومك إلى مجموعة في رحلة برية، فإن رغبوا ببقائك قالوا لك «خوياك وأنت منهم»، وأتمنى أن لا يأخذك الحماس وتصير دعله وتبقى بينهم. في حالة العزاء هناك مقولة يتفق عليها الجميع دون استثناء كمقولة «عظم الله أجركم»، ولكن هناك مقولات عديدة تقال للمواساة بالفقيد لرفع المعنويات وكسر حالة الحزن التي تسود المكان كمقولة «من عقب ما مات» بمعنى أن ذكر الفقيد ومناقبه لن تموت مع موته ويتمنون أن يكونوا على نهج والدهم. لقد رددت تلك المقولة في أكثر من واجب عزاء كمجاملة ولا أعلم إن استمروا على نهج آبائهم أو تغيروا، ولكن هناك شخصية خليجية لم أحضر وأعزي بوفاته، ولا توجد أي علاقة شخصية بيني وبينهم، ولكن ما يفعله أحد أبنائه يجعلني مجبرا أن أشهد بصدق مقولة «من عقب ما مات». رحم الله الأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز الذي كان سدا منيعا ضد الإرهاب، ولا تأخذه رحمة بكل من يحاول زعزعة الأمن في المملكة، واليوم نشاهد مواقف سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وهو يسير على نفس نهج والده، رحمه الله، الذي قوى أركان ذلك السد، وأصبح جبلا حديديا في وجه الإرهاب والإرهابيين. أدام الله شدة ولي العهد ضد الإرهاب والمخربين، ولا دام من يريد الضرر بالمملكة ولو عن طريق الكلام.