تظاهر عشرات الالاف من مؤيدي الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق يوم الاربعاء بينما نظم معارضون له اضرابا في أنحاء سوريا ووصل وفد من جامعة الدول العربية الى العاصمة السورية لحث الطرفين على بدء محادثات. ونظم أبناء مدينة حمص في وسط سوريا التي تمثل معقلا للاحتجاجات المناهضة للاسد اضرابا عاما اليوم احتجاجا على تصعيد الحملة العسكرية ضد المحتجين والتي تقول الاممالمتحدة انها أدت الى مقتل ثلاثة الاف شخص. وقال نشطاء وسكان ان أغلب الموظفين بقوا في بيوتهم كما أغلقت معظم المتاجر في المدينة التي يسكنها مليون نسمة. وقال ساكن ان مسلحين مناهضين للاسد فرضوا الاضراب بالقوة وتسبب اطلاق الجيش السوري النار الذي أدى الى مقتل أربعة أشخاص اليوم الى خلو الشوارع من المارة. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن مسلحين يشتبه بأنهم منشقون عن الجيش قتلوا تسعة جنود في هجوم على حافلة بقذيفة ار.بي.جي في بلدة حمرة شمالي حمص. والهجوم هو الأخير في حملة تمرد مسلحة تسير بالتوازي مع الاحتجاجات في الشوارع. ويواجه الاسد ضغوطا دولية بسبب حملة القمع وفرض الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة عقوبات على صادرات النفط السوري وشركات سورية مما يساعد على دفع الاقتصاد الى الركود. وقالت فرنسا يوم الأربعاء إن من شبه المؤكد أن حكومة الاسد ستسقط تحت ضغط الاحتجاجات والعقوبات لكن هذا سيستغرق وقتا وان سوريا قد تنزلق الى مزيد من الصراع. وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه للاذاعة الفرنسية "سينتهي هذا بسقوط النظام ولا يمكن تفادي هذا تقريبا لكن للاسف قد يستغرق وقتا لان الوضع معقد لوجود خطر نشوب حرب أهلية بين الفصائل السورية اذ أن الدول العربية المجاورة لا تريد منا أن نتدخل." وفي ساحة الامويين بوسط دمشق تظاهر عشرات الالاف تأييدا للاسد في مظهر دعم أصبح أسبوعيا وتنظمه السلطات. وأظهر التلفزيون الرسمي السوري المتظاهرين المؤيدين للاسد وهم يرفعون الاعلام السورية وصورا للرئيس السوري وقالوا انهم يتظاهرون تحت شعار "عاش الوطن وقائد الوطن." وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء أن الاسد التقى مع اللجنة الوزارية العربية التي وصلت الى دمشق لعقد محادثات مع الرئيس السوري بعد دعوة وجهتها يوم 16 أكتوبر تشرين الاول الى المعارضة والحكومة لبدء حوار في غضون 15 يوما بمقر الجامعة العربية في القاهرة. وقال نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية ان الوفد تقوده قطر ويشمل أيضا مصر والجزائر وعمان والسودان واليمن وانه يأمل أن يتوقف العنف ويبدأ حوار وتتحقق اصلاحات. وتقول حكومة الاسد انها جادة بشأن الاصلاحات السياسية التي تؤكد أن المسلحين يحاولون تقويضها. وتقول المعارضة ان الاسد ليست لديه نية لتخفيف قبضته على السلطة ويشيرون الى زيادة عمليات القتل والتعذيب والاعتقالات والاغتيالات. وذكرت منظمة هيومان رايتس ووتش أن الوفد العربي يجب أن يطالب بأن تسمح سوريا بدخول مراقبين مستقلين ومدنيين لمراقبة أداء قوات الامن. وقالت سارة لي ويتسون مديرة قسم الشرق الاوسط في المنظمة "السبيل الوحيد للتأكد من حماية المدنيين هو ارسال مراقبين على الارض يمنع وجودهم انتهاكات أجهزة الامن." وادراكا للتداعيات الاقليمية التي ستحدث اذا سقط نظام الاسد ينتقد قادة المنطقة بحذر الرئيس السوري بينما يكافحون لاحتواء توتر اقليمي واحتجاجات. وفي حمص قال سكان ان موظفين شاركوا في الاضراب للمرة الاولى وان عددا قليلا من متاجر بيع الطعام فتحت أبوابها. وأظهرت لقطات فيديو بثت على شبكة الانترنت محلات مغلقة على جانبي شارع رئيسي في منطقة الحولة الريفية المجاورة. وفي درعا ورد أن تأثير الاضراب كان أكبر وقال ساكن يدعى جاسم " هناك اغلاق تام. شوارع درعا خاوية وحتى محلات القصابين والصيدليات التي كانت مفتوحة أغلقت الان." وتمنع سوريا معظم وسائل الاعلام الاجنبية من العمل مما يجعل من الصعب التحقق من الروايات المختلفة للنشطاء والسلطات.