أظهر شريطا فيديو جرى نشرهما حديثاً على موقع "يوتيوب" ما قالت المعارضة السورية إنها مشاهد عمليات قتل بشعة لمدنيين في مدينة "درعا" المحاصرة بدا فيهما مجموعة من الجنود السوريين تقف فوق جثث قتلى، وقد تناثرت أدمغة بعضهم بعد إعدامهم، وهم يتمازحون ويدسون أسلحة بين القتلى ليبدو وكأنهم من المسلحين. وتصور المقاطع الدموية البشعة جثث خمسة مدنيين ملقاة قرب بعضها البعض على بركة من الدماء، فوق ما بدأ وكأنه سطح أحد المباني، ومجموعة من الرجال بزي الجيش ويناقشون زرع أسلحة ليبدو الضحايا كمسلحين. وظهر في الفيديو أحد الجنود وهو يتنقل بين الجثث حاملاً شريط ذخيرة ويتساءل: "وين خت هدا"، فيما علا صوت آخر وهو يقول: "أرني تلك الأسلحة.. ضعها هنا." وقام الأول بوضع خرطوش من الذخيرة بقرب أحدى الجثث، وبدا صوت آخر واضحاً وهو يقول: "هدا سلاح لتجي تصوره اللجنة." ويبدو من الفيديو إن مجموعة الجنود كانت على علم بتصوير المشاهد البشعة، وظهر في مقطع أحدهم وهو يرفع شارة النصر بيده، فيما أشار أحدهم لجثة وقال للمصور "بين لي هدا الآدمي..بين لي هادول"، وقال آخر مازحاً عن أحد الضحايا: "مكحل عيونه هدا الشاب." وتشهد سوريا منذ عدة أشهر انتفاضة شعبية مناهضة للرئيس، بشار الأسد، انطلقت للتنديد بالفساد والمطالبة بالديمقراطية تصدت لها حكومة دمشق بحملة قمع عسكرية لتتحول الاحتجاجات للدعوة لإسقاط النظام الذي عزا العنف إلى "مجموعات مسلحة إجرامية." وأعلن النظام السوري مراراً أن الصور الملتقطة للضحايا تثبت إن "المجرمين" كانوا مسلحين ساعة تصدي قوات الأمن لهم. وفي الفيديو الآخر الملتقط لذات الحادثة المصورة في 30 إبريل/نيسان، فوق سطح بناية وبدت مئذنة مسجد واضحة في الخلفية، قال شاب في زي عسكري وهو يوجه الكاميرا لنفسه: "هؤلاء مجرمون"، دون تحديد من يعني بذلك. ويشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل أو منفصل عن مصداقية أشرطة الفيديو المنشورة على موقع "يوتيوب." وقالت معارضون سوريون إن الفيديو جرى تصويره في درعا، وتم شرائهما من جنود سوريين ب200 جنيه سوري (40 دولار) وعرضهما على الموقع. وأوضح المعارضون إن الضحايا الخمس، وهم أربعة من أقارب أمام مسجد درعا، وخامس مجهول، كانوا يقومون بتزويد أهالي المدينة المحاصرة بحصص من المواد الغذائية. واعتقلت القوات السورية الخمسة واقتادتهم إلى سطح أحد المباني وقامت بإعدامهم، على ما أفاد الناشطون. وأجبر الإمام على الإدلاء بتصريح في التلفزيون السوري قال فيه إنه شاهد أقاربه يحملون السلاح ويطلقون النار ويقتلون الجنود، وفق المصادر. ومجدداً، لم يتسن لCNN التأكد من تلك الإفادات نظراً لتجاهل الحكومة السورية طلباتها المتكررة بالتعقيب على ما تستقيه من معلومات من شهود عيان منذ بدء الإنتفاضة، كما أنها رفضت السماح للشبكة لدخول البلاد لتغطية الوقائع هناك. -------انتهى -------------