تعرض مراسل التلفزيون الرسمي السوري في مدينة حلب مساء السبت للاعتداء من قبل أحد المارة، وذلك أثناء تغطية كانت تقوم بها القناة لتداعيات القرار العربي المطالب بوقف بث قنوات النظام السوري الرسمية والتابعة لها. وأثناء حديث شادي حلوة، مراسل التلفزيون السوري في مدينة حلب إلى أستوديو دمشق على الهواء مباشرة، ظهر شاب يبدو في العقد الثاني من عمره بشكل مفاجئ، واعتدى على المراسل بضربة من حذائه قبل أن يلوذ بالفرار صارخا "الإعلام السوري كاذب". ورد المراسل الذي بدت عليه علامات الذهول، بشتم الشاب، قبل أن يتم قطع البث والعودة لمذيع الأستوديو الذي وصف الحادث بالقول "هذه الديمقراطية التي يطالب بها الكثير من داخل الوطن وخارجه". ورغم أن القنوات الرسمية التابعة للنظام السوري لم تعد قادرة على تغطية الأحداث في مناطق كثيرة أصبحت تحت سيطرة المعارضة، واضطرارها لاصطحاب رجال الأمن خلال تغطيتها الأخبار الميدانية في كثير من المدن، فإنها كانت تصف الوضع في حلب ب"الهادئ والطبيعي". وبعد ساعات قليلة من تسجيل المشهد وبثه على الإنترنت، تناقل السوريون شريط الفيديو، حيث فاق عدد المشاهدين المئتين خلال أقل من ساعة على بثه، وسط تعليقات ساخرة من التلفزيون المتهم بتأجيج مشاعر المعارضين للنظام ووصفهم ب"الجماعات الإرهابية المسلحة". وحظي المقطع الذي عرض هذا المشهد على موقع "اليوتيوب" بالكثير من ردود الفعل الإيجابية التي أثنت على الصبي وأطلقت عليه عدداً من الألقاب البطولية، منها: "بطل سوريا" و"بطل حلبي" وغيرهما من الألقاب التي أطلقها مئات من متصفحي المقطع النادر على اليوتيوب. وتعتبر هذه الحادثة، الأولى من نوعها التي يتعرض فيها مراسل للتلفزيون السوري للضرب. وتأتي الحادثة تجسيداً لحالة الاحتقان التي يعيشها الشارع السوري بعد عدد من المجازر المرتكبة بحق الشعب السوري، والتي كان آخرها في بلدة الحولة التي سقط فيها حوالي 114 غالبيتهم من الأطفال والنساء، ووثقت فرق المراقبة الدولية التابعة للأمم المتحدة حالات قتل بالأسلحة البيضاء للأطفال والنساء في إشارة إلى كون المجزرة تضمنت إبادة من عناصر القوات النظامية.