نوه مجلس الشورى بالأمر الملكي الكريم الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - أمس بإنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة. جاء ذلك خلال جلسته العادية ال16 التي عقدها أمس برئاسة نائب رئيس المجلس الدكتور بندر بن محمد حمزة حجار. وأوضح حجار في كلمة استهل بها الجلسة أن هذه المدينة التي ستعمل - بمشيئة الله - على تلبية احتياجات المملكة من الكهرباء والمياه المحلاة باستخدام مصادر بديلة مستدامة وموثوقة لتوليد الكهرباء وإنتاج المياه المحلاة تقلل من الاعتماد على الموارد الهيدروكربونية وبالتالي توفر ضماناً إضافياً لإنتاج الماء والكهرباء في المستقبل وتوفر في الوقت ذاته الموارد الهيدروكربونية، الأمر الذي سيؤدي إلى إطالة عمرها، وبالتالي إبقاؤها مصدراً للدخل لفترة أطول. وأكد أن إنشاء هذه المدينة العلمية يعكس مدى حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على تنويع مصادرها في إنتاج الطاقة ولا سيما في ظل النمو المتزايد على الكهرباء في المملكة، ما استوجب البحث عن بدائل للطاقة الناضبة والتحول إلى الطاقة المتجددة كونها أقل تكلفة على المدى البعيد. وقال نائب رئيس مجلس الشورى « إن المجلس إذ يبارك هذه الخطوة المهمة ويثمنها، فإنه يقدر عالياً اهتمام قائد مسيرة الإصلاح والتنمية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - بتوطين التقنية الحديثة واستثمارها في تنمية المملكة في مختلف المجالات للرقي بها إلى المكانة العلمية اللائقة بها». وكان مجلس الشورى قد وافق في ال 20 من شهر رجب 1430ه على مشروع النظام الوطني للحماية من الإشعاعات المؤينة وأمان المصادر المشعة الذي نص في مادته الرابعة على إنشاء هيئة سعودية للطاقة الذرية. وأفاد الدكتور محمد بن عبد الله الغامدي الأمين العام لمجلس الشورى في تصريح عقب الجلسة بأن المجلس استمع إلى وجهة نظر لجنة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بشأن ملحوظات الأعضاء وآرائهم تجاه مشروع لائحة المسؤوليات والغرامات الخاصة بمنع التدخين داخل المطارات، وقرر المجلس الموافقة بالأغلبية على مشروع اللائحة التي تتكون من اثنتي عشرة مادة حددت الأماكن التي يمنع فيها التدخين ومسؤولية الإشراف على تطبيق أحكام اللائحة، كما حددت متطلبات تطبيقها والغرامات على من يخالف أحكامها، وكذلك آلية تحصيل الغرامات. وأبان معالي الأمين العام لمجلس الشورى أن المجلس انتقل بعد ذلك للاستماع إلى وجهة نظر لجنة الشؤون الاقتصادية، والطاقة بشأن ملحوظات الأعضاء، وآرائهم تجاه مشروع الاستراتيجية الوطنية لتنمية الحرف والصناعات اليدوية، وخطتها التنفيذية التي سبق للمجلس مناقشتها. وقرر المجلس الموافقة بالأغلبية على الاستراتيجية، كما وافق على دعم ميزانية الهيئة العامة للسياحة والآثار بموارد إضافية لتنفيذ الاستراتيجية وخطتها التنفيذية. وتضع الاستراتيجية تنظيماً مؤسساتياً بأهداف وسياسات واضحة، ومشاريع محددة لتنفيذها، فضلا عن أنها خطوة مهمة ورائدة لتنظيم الحرف والصناعات اليدوية وتحفيزها والحفاظ عليها من الاندثار بتوارث الأجيال لها، لتجسد أصالة المجتمع السعودي في التمسك بإرث الآباء والأجداد، كما أن من شأن هذه الاستراتيجية، أن توفر فرص عمل للمواطنين ومصدر دخل لهم، وبالتالي تشكل رافدا من روافد الاقتصاد الوطني. من جهته أشاد عبد الرحمن بن حمد العطية الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله- الخاص بإنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، وعده قرارا حكيما واستراتيجيا يسعى من خلاله -أيده الله - لتطوير إمكانات المملكة وبناها التحتية بهدف الارتقاء بمستويات نمائها وازدهارها وتطورها الاقتصادي والمعرفي، وتنمية مواردها الطبيعية واستغلالها بشكل مثالي لتوظيف مخرجاتها في برامج تنموية رائدة . وأكد الأمين العام لمجلس التعاون أن إنشاء هذه المدينة إضافة إيجابية ومفيدة لمسيرة دول المجلس، إذ إن أي نمو وتطور في أحد دولها ينعكس إيجابا بشكل مباشر على بقية المنظومة الخليجية. رفع مدير جامعة طيبة الدكتور منصور بن محمد النزهة أسمى آيات التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي العهد والنائب الثاني - حفظهم الله - بمناسبة صدور الأمر الملكي بإنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة. وأوضح الدكتور النزهة أن إنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة يؤكد الرؤية الثاقبة للقيادة الحكيمة وعزمها على تحقيق الهدف من إنشاء المدينة والمتمثل في المساهمة في التنمية المستدامة في المملكة وذلك باستخدام العلوم والبحوث والصناعات ذات الصلة بالطاقة الذرية والمتجددة في الأغراض السلمية، بما يؤدي إلى رفع مستوى المعيشة وتحسين نوعية الحياة في المملكة، مشيراً إلى أهمية ما تعنى به مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة في دعم ورعاية نشاطات البحث والتطوير العلمي، وتوطين التقنية في مجالات اختصاصاتها وتحديد وتنسيق نشاطات مؤسسات ومراكز البحوث العلمية في المملكة في هذا المجال، وتنظيم المؤتمرات المحلية والمشاركة في المؤتمرات الدولية، وتحديد الأولويات والسياسات الوطنية في مجال الطاقة الذرية والمتجددة من أجل بناء قاعدة علمية تقنية في مجال توليد الطاقة والمياه المحلاة، وفي المجالات الطبية والصناعية والزراعية والتعدينية. ونوه مدير جامعة طيبة بدور المدينة في العمل على تطوير الكفاءات العلمية الوطنية في مجالات اختصاصاتها والعناية بتوفير متطلبات البحث العلمي كالمختبرات ووسائل الاتصالات ومصادر المعلومات، ما سينعكس بمشيئة الله على إيجاد كفاءات وطنية متخصصة تسهم في هذا المجال المهم على المستويين المحلي والعالمي. وعد مدير جامعة طيبة إنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة امتداداً للدعم غير المحدود الذي يقدمه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - للقطاعات كافة، وقطاع الاستثمار بشكل خاص من خلال تحفيز القطاع الخاص لتطوير بحوث المنتجات الطبية والزراعية والصناعية والتعدينية، وتوليد الطاقة، والمياه المحلاة، وترشيد استخدامات الطاقة للمحافظة على الموارد الطبيعية، وتحسين كفاءة استخدامها، كما تقوم مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة بدور مهم إلى جانب المدن الاقتصادية الضخمة التي أمر بإنشائها - أيده الله - في عدد من مدن المملكة، وفي مجالات متعددة بتجسيد جهود المملكة لإيجاد مناخ استثماري بمواصفات عالمية في إطار البرنامج الشامل للإصلاح الاقتصادي عن طريق التنمية المستدامة والتحديث المستمر . ونوه الدكتور النزهة بما تشهده المملكة من تطور وازدهار في التعليم العام والتعليم العالي بشكل خاص وإنشاء الجامعات السعودية في مختلف مناطق المملكة والاستمرار في تنفيذ برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وإنشاء هذه المدينة المتخصصة تحقق هدفاً مشتركاً في تطوير التعليم المتخصص ودعم البحث العلمي وخدمة المجتمع عبر تقديم المدينة للمنح الدراسية وبرامج تدريبية لتنمية الكفاءات الضرورية للقيام بإعداد وتنفيذ برامج البحوث العلمية وتشجيع ودعم البحوث التي يجريها الأفراد والمؤسسات والهيئات المعنية في الجامعات ومراكز البحوث في المملكة والتي تقرها المدينة . وسأل الله - عز وجل - أن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني - حفظهم الله. نقلا عن جريدة الاقتصادية