أكد وزير العدل الأمريكي، إريك هولدر، أن المشتبه به في محاولة تفجير سيارة مفخخة بميدان "تايمز سكوير" بمدينة نيويورك، فيصل شاهزاد، أقر بتورطه فيما تعتبره السلطات الأمريكية "مخططاً لتنفيذ هجوم إرهابي." وقال مسؤول أمني أمريكي إن المحققين عثروا على خريطة مرسومة باليد تتعلق بمحاولة التفجير، إلا أنه لم يتضح أين عثرت السلطات على تلك الخريطة، فيما أفادت تقارير أخرى بأنه تم العثور على سلاح ناري وكمية من الذخيرة داخل السيارة المفخخة، التي عثرت عليها السلطات الأحد الماضي. وأعرب المسؤول عن اعتقاده بأن المشتبه به "لم يكن يعمل بشكل منفرد"، مشيراً إلى أن شاهزاد قام بشراء السيارة المستخدمة في تنفيذ العملية بمبلغ 1800 دولار، وقال في هذا الصدد: "لا يمكنك أن تقوم بإنفاق مبلغ كهذا من تلقاء نفسك." ومن المتوقع أن يظهر شاهزاد، الذي اعتقل في اللحظات الأخيرة قبل مغادرته الولاياتالمتحدة، على متن طائرة تابعة لشركة طيران الإمارات، كانت في طريقها إلى إمارة دبي فجر الثلاثاء، أمام إحدى المحاكم الفيدرالية ظهر الثلاثاء، بحسب التوقيت المحلي للساحل الأمريكي الشرقي. وفيما قال نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية، جون بيستول، إن اسم شاهزاد، وهو أمريكي من أصل باكستاني، كان مدرجاً ضمن قائمة "الممنوعين من ركوب الطائرات"، مما قاد إلى اعتقاله في مطار "جون كينيدي"، أفاد مسؤول بشركة "طيران الإمارات" بأن الشركة قامت بإبلاغ سلطات أمن المطار، بعد الاشتباه في أحد الركاب. وقال المسؤول بالشركة الإماراتية لCNN الثلاثاء إن موظفي مكتب الحجز اشتبهوا في الراكب نظراً لأنه من غير المعتاد أن يقوم أحد الركاب بشراء تذكرته نقداً قبل قليل من موعد إقلاع الطائرة، حيث لم يكن له حجز على الرحلة. وفي وقت سابق الثلاثاء، أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن "العدالة ستأخذ مجراها" بحق المشتبه به، وأكد أن التحقيقات ستظهر ما إذا كان شاهزاد على علاقة بالجماعات الإرهابية. وقال أوباما في كلمة مقتضبة، إن المسؤولين الأمريكيين "سيقومون بكل ما هو مطلوب منهم، وسيبذلون قصارى جهدهم لحماية الشعب الأمريكي"، واصفاً محاولة التفجير بأنها "مثال واقعي آخر للأوقات التي نعيش فيها"، وأضاف أن الولاياتالمتحدة "ستبقى متيقظة ولن تسقط في براثن الخوف." من جانبه، أكد عمدة نيويورك، مايكل بلومبرغ، أن محاولة تفجير سيارة مفخخة في ميدان "تايمز سكوير"، مطلع الأسبوع الجاري، لن تغير من السياسات المتبعة ضد المسلمين أو الباكستانيين الذين يعيشون في المدينةالأمريكية. وبعد ساعات من اعتقال شاهزاد، البالغ من العمر 30 عاماً، قال بلومبرغ: "لن نتهاون مع هؤلاء الأشخاص الذين يكرهون الحريات التي تجعل من هذه المدينة ومن هذا البلد عظيماً جداً." وأضاف أن اعتقال المشتبه به، الذي حصل على الجنسية الأمريكية قبل عام، لن يدفع سلطات المدينة إلى اتباع سياسات تنال من حقوق الباكستانيين أو مسلمي نيويورك بشكل عام، وتابع في هذا الصدد قائلاً: "جميعنا يعيش في هذه المدينة، ومن بين كل مجموعة توجد بعض التفاحات الفاسدة." من جانب آخر، أكد مسؤول رفيع بالحكومة الإماراتية لCNN الثلاثاء، أن وثائق السفر الخاصة بالمشتبه به في محاولة تفجير سيارة مفخخة بميدان "تايمز سكوير"، تظهر عدم دخوله إلى إمارة دبي، ولا يوجد له أية سجلات في الإمارة الخليجية. وقال المسؤول إن الحكومة الإماراتية تتبادل الاتصالات مع نظيرتها الأمريكية، في إطار التعاون المشترك بين الجانبين لكشف ملابسات محاولة التفجير، التي كشفتها السلطات الأمريكية قبل قليل من وقوعها الأسبوع الماضي. وتابع المسؤول الإماراتي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أنه "بناءً على الوثائق التي تسلمناها من الجانب الأمريكي بخصوص المشتبه به، ووفقاً لتذكرة الطائرة، فإن السجلات تظهر أنه لم يدخل إلى دبي مطلقاً." إلا أن المسؤول أكد أن السلطات الإماراتية تبحث أيضاً في احتمالية أن يكون المشتبه به قد دخل إلى دبي مستخدماً جواز سفر باكستاني، مشيراً إلى أنه تم اكتشاف أكثر من شخص يحملون نفس الاسم، سافروا من باكستان إلى الولاياتالمتحدة عبر دبي، خلال الفترة بين يونيو/ حزيران 2009، وفبراير/ شباط 2010، ليس منهم صاحب جواز السفر الذي استخدم الاثنين. إلى ذلك، أكد متحدث باسم طيران الإمارات أن السلطات الأمريكية أعادت شخصين كانا موضع اشتباه إلى طائرة الرحلة EK 202، التي أقلعت ظهر الثلاثاء من مطار "جون كينيدي" في نيويورك، في طريقها إلى دبي، بعد تأخير دام لنحو سبع ساعات. وقال المتحدث، في تصريحات لCNN، إنه بينما كانت الرحلة EK 202 تستعد للإقلاع، عند الساعة 23 من مساء الاثنين بتوقيت نيويورك إلى دبي، تم إيقافها من قبل السلطات المحلية، حيث تم إنزال ثلاثة من ركابها، منهم فيصل شاهزاد واثنان آخران، كما تم إنزال حقائبهم من على متن الطائرة. وذكر المتحدث إنه من المتوقع أن تغادر الرحلة عند الساعة الثانية مساء بتوقيت دبي، على أن تصل مطار دبي الدولي بحدود الساعة 2:46 من صباح الأربعاء. وأوضحت الشركة أنه تم تطبيق جميع إجراءات السلامة، بما في ذلك إنزال جميع الركاب من الطائرة، وإجراء تفتيش دقيق وشامل لكل من الطائرة والركاب والأمتعة بالتعاون والتنسيق مع السلطات المحلية. وأكد مسؤولون أمنيون أمريكيون ومصدر في طيران الإمارات بأن شاهزاد كان في طريقه إلى باكستان عبر مطار دبي، وبالتالي فإنه وجهته النهائية لم تكن دبي. كذلك أكدت مصادر أن شاهزاد أجرى اتصالات دولية قي الأسابيع الأخيرة، غير أنه لم تعرف الجهات التي اتصل بها المتشبه به حتى الآن، ولا الغاية منها. وأفادت مصادر بأنه تم إطلاع الرئيس أوباما، على التطورات ست مرات على الأقل، ومن بينها إبلاغه بعملية الاعتقال في منتصف الليل، وأن من قام بإبلاغه بالتطورات هو مستشاره لشؤون مكافحة الإرهاب، جون برينان، وفقاً لما ذكره المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس. ويُعتقد أن الأمريكي من أصل باكستاني، فيصل شاهزاد، الذي أوقف في مطار جون كينيدي بنيويورك الثلاثاء، أثناء محاولته السفر إلى دبي، هو الشخص الذي قاد السيارة المفخخة إلى ميدان "تايمز سكوير" في حي مانهاتن الشهير، وفقاً لمسؤولين أمنيين. وقال مسؤولون في سلطة تنفيذ القانون إن رقم محرك السيارة، من طراز "نيسان باثفايندر"، أزيل عن المحرك، غير أن رجال الشرطة عرفوا رقم المحرك بعد النزول إلى أسفله، وتم تعقب السيارة وصولاً إلى شاهزاد، الذي اشترى السيارة بمبلغ 1800 دولار. وقال مصدر أمني آخر إن شاهزاد، اعترف بأنه تصرف من تلقاء نفسه، وأنه لا ينتمي لأي جهة مسلحة، بينما قال مصدر آخر إن شاهزاد كان على متن الطائرة المتجهة إلى دبي عندما اعتقل في الساعة 11:45 مساء الاثنين، بحسب التوقيت الشرقي للولايات المتحدةالأمريكية. وذكرت مصادر إنه تمت إعادة الطائرة بعد أن كانت قد بدأت في التحرك، مشيرة إلى أنه "تم القبض عليه في الثانية الأخيرة" قبل إقلاع الطائرة. وقال مكتب الادعاء العام الأمريكي في المقاطعة الجنوبية لنيويورك إن شاهزاد سيظهر أمام محكمة فيدرالية في مانهاتن الثلاثاء، لمواجهة التهم التي ستوجه إليه. وبحسب المصادر الأمريكية فإن شاهزاد، الذي حصل على الجنسية الأمريكية في 17 أبريل/ نيسان 2009، كان قد سافر إلى دبي في يونيو/ حزيران 2009، وعاد منها في الثالث من فبراير/ شباط عام 2010. يُشار إلى أن دبي تعتبر نقطة مرور مركزية، ما يعني أن المشتبه به لم يكن بالضرورة في دبي خلال هذه الفترة، وأنها لم تكن بالضرورة مقصده النهائي.