رجحت دراسة بريطانية امتلاك ذكور الضفادع القدرة على الشعور بقرب وقوع الزلازل دون أن تحدد بشكل قطعي الآلية التي تمكن تلك الكائنات من القيام بذلك. جاء ذلك في الدراسة التي أجرتها الباحثة راشيل غرانت من الجامعة المفتوحة في بريطانيا على مستعمرة للضفادع في إحدى البحيرات الواقعة وسط إيطاليا، بغرض مراقبة سلوك أفرادها خلال موسم التزاوج. ولاحظ الباحثون أن 96% من ذكور الضفادع في البحيرة -التي تبعد نحو 74 كلم عن مدينة لاكويلا عاصمة إقليم أبروزو- اختفت مخلفة وراءها الإناث على الرغم من بدء موسم التزاوج وذلك قبل أيام من وقوع الزلزال الذي ضرب وسط إيطاليا في السادس من أبريل/ نيسان العام الماضي. ورجحت غرانت والفريق الباحث ألا يكون اختفاء الضفادع في تلك الفترة مجرد صدفة مما استدعى القيام بمزيد من الدراسات حول قدرة تلك الكائنات على الشعور بقرب وقوع الزلزال. المجال المغناطيسي وطبقاً لمقالة نشرتها الباحثة في دورية علم الحيوان، من المرجح امتلاك الضفادع آلية تمكنها من الكشف عن وقوع اختلالات في المجال المغناطيسي للأرض، أو الشعور بالموجات الزلزالية عند وقوعها. غير أن الباحثة لم تستبعد أن يكون للضفادع أيضا القدرة على رصد التغيرات الطفيفة التي تطرأ على كيمياء البيئة المحيطة بها، وما يرافق ذلك من إطلاق لجزيئات مشحونة ومقادير من الغاز في الأجواء قبيل وقوع الزلزال. يُذكر أن مركز الهزة التي ضربت إقليم أبروزو كان قرب مدينة لا كويلا حيث بلغت شدة الزلزال 5.8 درجات على مقياس ريختر، وهو الأكثر فتكاً في إيطاليا منذ وقوع زلزال آربينا جنوب البلاد قبل نحو ثلاثة عقود.