شهدت حفر الباطن البارحة الأولى واقعة نادرة تمثلت في نجاة سائق سيارة لاندكروزر من الموت المحقق بعد أن علق جهاز تثبيت السرعة، ما دفع السيارة إلى السير بسرعة 200 كيلو متر في الساعة، قبل أن ينجح مدير المرور الذي يسير بدورية مجاورة في إطلاق ثلاث طلقات على الزجاج الخلفي، ما دفع السيارة إلى التوقف تدريجيا. واستنفرت القوات الأمنية في حفر الباطن بعد تلقي بلاغ من السائق عبد الله الطوالة، حيث جهزت سيارات المرور والهلال الأحمر والدفاع المدني، بينما لاحقت دورية مدير المرور السيارة فترة طويلة، وتم إخلاء الطريق من السيارات. ووفقاً لما ورد اليوم في صحيفة "الاقتصادية" قال السائق الطوالة، إنه فوجئ بتعليق نظام تثبيت السرعة عند سرعة عالية وصلت إلى 200 كيلو متر في الساعة، وعند اقترابه من النطاق العمراني تم إبلاغه هاتفيا من قبل مدير المرور بإطلاق النار على الزجاج الخلفي لسيارته حتى يتم إيقافها. وقال الطوالة إنه بالفعل تم الاقتراب من قبل دورية المرور التي يقودها العريف مبارك المطيري وبجواره مدير المرور المقدم ضيف الله شبيب الذي أطلق النار على الزجاج الخلفي للسيارة حتى توقفت تماما بالقرب من مدخل المحافظة. وبين الطوالة أن هذا هو الحل الأمثل لمثل هذه الحالات بالنظر إلى أن نظام تثبيت السرعة يتوقف عند كسر أي جزء من السيارة في حالة تعليق المثبت والتي انتشرت في الآونة الأخيرة. ومر الطوالة بمواقف صعبة قبل أن تتوقف السيارة، من بينها أنه سار مسافة 40 كيلو مترا على المسار الرملي بين المسارين على أمل أن يؤثر ذلك في سرعة السيارة ولكن دون جدوى، فضلا عن مروره بمهرجان أم رقيبة الذي يشهد كثافة كبيرة من السيارات لكنه نجح في تجاوزه بأمان. وقال إنه عندما اقترب من مركز البطيحانية وجد دورية أمن وطلب منهم عن طريق الجوال إطلاق النار على السيارة حتى لا يتسبب في إزهاق أرواح بريئة واقترح أن يكون ذلك عن طريق رديتر المياه بحيث يؤثر في حرارة السيارة ويوقفها، لكن السرعه العالية منعت تنفيذ هذا المقترح. وبين أنه عند الاقتراب من النطاق العمراني لحفر الباطن شاهد الدوريات والإسعاف والدفاع المدني موجودين بكثافة. وواصل حديثه "عندها سارت معي دورية المرور وكان موجودا فيها مدير مرور حفر الباطن المقدم ضيف الله شبيب وكان يهاتفني بالجوال قائلا: "أنا بجانبك ولا أقدر أن أتجاوزك حتى أضرب الرديتر من الأمام ونحن قريبون من مدخل الحفر"، فأبلغني بأنه سيضرب الزجاج الخلفي بالنار، وطالبني بتثبيت السيارة قدر الاستطاعة، فأطلق النار بأول طلقة ولم تصب والثانية خابت كذلك، وفي الطلقة الثالثة أصابت الزجاج الذي انفجر بعدها بثوان وانطفأت محركات السيارة تماما. وأوضح الطوالة أن السيارة من نوع لاندكروزر جي إكس آر موديل 2010 مستخدمة منذ ثمانية أشهر، مقدما نصيحته بعدم تثبيت سرعة السيارة من هذا النوع، مؤكدا أن أخاه الأكبر حصل معه الشيء نفسه قبل أشهر ولمسافة عشرة كيلو مترات وتم فصل التثبيت تلقائيا. من جانبه، قال المقدم ضيف الله شبيب الجبلي مدير مرور محافظة حفر الباطن إنه تلقى بلاغا عن قدوم سيارة من نوع جيب لاندكروزر جي إكس آر بسرعة تصل إلى 200 كيلو متر في الساعة بسبب عطل مثبت السرعة الآلي وعلى مسافة 30 كيلو مترا من حفر الباطن، تم اتخاذ الإجراءات اللازمة وفتح الطريق للسيارة وتمت متابعة السيارة، وبعد المكالمة الهاتفية مع صاحب السيارة وشرحت له بأني سأقوم بإطلاق النار على الزجاج الخلفي، وبعد موافقته تم إطلاق ثلاث رصاصات حتى توقفت السيارة بشكل تام - ولله الحمد - دون حصول كارثة لا تحمد عقباها قد تتسبب في إزهاق أرواح بريئة.