نقل فلاسفة البوذيه الهنود نظيرة السيد والعبد للبريطانيين إبّان الإستعمار البريطاني للهند .. النظرية ليست نصّاً نستطيع نسخه, ولكن ما ورد عنها هي تحليلات عن قراءات مختلفه للفلسفه الأصليه.. فالكل إذاً يدلو بدلوه حول النظريه, الكلب مطيع, ينبح الأشياء التي تمر أمامه, ويسكت عن النباح إن أشتمّ رائحة المنبوح .. فالكلب ينبح القمر, ويظلّ ينبح القمر دون توقف لأنه لا يشمّ رائحةً تنبعث من القمر فتسكت نباحه المزعج .. ولكنه يصمت عن النباح إن أشتم رائحة الخوف تنبعث عن الأرنب .. رائحة الخوف التي تنبعث من المنبوح تجعل من الكلب سيّد .. وهو في الأصل حيوان مستعبد يطيع راعيه ويخلص في خدمته ويفيه وفاءاً ضُرب به المثل ..فقيل (أوفى من الكلب) .. وفي هذه الحاله .فالكلب عبد وراعيه سيّد ..فالكلب يمرّ بحالتين, الأولى فيها سيدّ (على الأرنب أو قطيع الماشيه على سبيل المثال).. والثانيه عبد لسيّده الذي لا تنبعث منه رائحة الخوف بل رائحة السيّد الطبيعيه ..ولذلك تميّز الكلب بانفه التي تتقن شمّ الروائح ولو عن بعد وتستطيع تمييز أصحابها ..!! لكن القمر بالنسبة للكلب أمراً محيراً, فالقمر لا تنبعث منه روائح, سواء أكانت خوف أو رائحة طبيعيه, ولذلك يبقى الكلب ينبح القمر دون توقف .. فهو يريد أن يعرف من نباحه أمراً واحداً.. هل القمر سيداً للكلب أم عبداً له من خلال إشتمام رائحته ..!! حكاية الساده والعبيد ياساده ياكرام حكاية لا تنتهي .. فالقط أمراً مختلفاً عن الكلب, فهو لا يعترف بالسيد والعبد, كما يعترف الكلب, فوجوده من عدمه سواء, لأنه لا يملك من الخصال إلا كونه عاله لا تضر ولا تنفع بالمعنى الكامل للضرر والنفع, وهو دائماً يبحث عن الدلال والطعام دون جهد حقيقي يجعله مستحقاً للدلال والطعام ..فهو إذاً عاله .. ولذلك يؤمن الكلب بأن وجود القط هو كالدخيل على مجتمعه.. يرى في وجوده مخالفه صريحه للعالم الذي يؤمن به, وهو عالم السيد والعبد .. ولذلك نرى الكلب كارهاً للقط.. ويطرده حين يراه .. لا يريد إلتهامه وإنما يريد إبعاده عن قوانينه الصريحه.. السيد راعي الكلب, هو كذلك عبداً لسيده, وسيداً لعبده .. السيد راعي القط, هو سيداً لقطه بدون إعتراف مطلق أو طاعه من القط, وعبداً لقطه دون إعتراف كاملا من القط بفضل سيده .. إذاً القط ناكراً للجميل ومتمردا على نظرية السيد والعبد …ولذلك لا ينبح القمر حين يمر من فوقه ..!! المجتمع البشري هو في الحقيقه قط وكلب.. !! الفرد منا أحياناً يكون قطاً متمرداً على الأعراف .. وأحياناً كلباً يتقن التشبث بالأعراف .. . بقلم أ. عسكر بن علي آل سعد كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية [email protected]