استمرت النتائج الضعيفة لمنتخب البرازيل بطل العالم خمس مرات يوم الاحد حين تعادل 2-2 مع انجلترا وديا في استاد ماراكانا الذي اعيد بنائه وافتتح مؤخرا. وقدمت البرازيل التي ستستضيف نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2014 أفضل 45 دقيقة لها تقريبا منذ تعيين لويس فيليبي سكولاري كمدرب في نوفمبر تشرين الثاني الماضي إذ اكتسحت انجلترا في الشوط الاول لكنها فشلت في التسجيل. وكان الشوط الثاني قصة مختلفة إذ احتاج المنتخب البرازيلي لهدف في الدقيقة 82 سجله لاعب الوسط باولينيو لينقذ نفسه من الهزيمة بعد ثلاث دقائق من تقدم انجلترا على نحو مفاجيء عن طريق وين روني في أول زيارة لها للبرازيل منذ انتصارها الشهير على ملعب ماراكانا القديم عام 1984. ومنح فريد التقدم للبرازيل في الدقيقة 57 وتعادل البديل الشاب اليكس اوكسليد-شامبرلين لانجلترا بتسديدة رائعة عقب خمس دقائق فقط من اشتراكه. وتعادلت البرازيل – التي انتهت آخر مباراة لها على استاد ماراكانا القديم بدون اهداف ضد كولومبيا في تصفيات كأس العالم عام 2008 – في اربع من مبارياتها الست منذ عودة سكولاري الفائز بكأس العالم 2002 لتدريبها ثانية. وانتصارها الوحيد تحقق على بوليفيا والهزيمة الوحيدة ضد انجلترا في استاد ويمبلي في فبراير شباط. وقال سكولاري للصحفيين "في الشوط الاول كنا ممتازين لكن الشوط الثاني كان هو ما لا احبه ولا اريده. فريقنا كان مفتوحا للغاية ومنح المنافس فرصة السيطرة على المباراة واللعب وتسجيل الاهداف." ومع تعثر استعدادات البرازيل لنهائيات العام القادم بسبب التأخير في تسليم الاستادات والنزاعات السياسية كان التركيز منصبا على الملعب بنفس قدر المباراة. ووضعت زيارة انجلترا حدا لاغلاق الاستاد الذي احتاج الى 500 مليون دولار لتحديثه من أجل استضافة سبع مباريات في كأس العالم 2014 بينها المباراة النهائية. ورغم ان ارضية الملعب كانت في حالة جيدة إلا ان الاجواء كانت مخيبة للآمال الى حد كبير إذ شاهد جزء كبير من الجماهير اللقاء في صمت وهو مشهد بعيد للغاية عن التشجيع الحماسي في المباريات المحلية الكبيرة. وكان مزاج الجمهور متقلبا ايضا واطلق صيحات استهجان ضد سكولاري خلال الشوط الثاني. وقال سكولاري "بالطبع الجماهير تريد ان ترى الفريق يحقق الفوز.. يرغبون في تسجيل اهداف وتحقيق انتصار لكننا ندرك ان انجلترا منافس من الصعب اللعب امامه." واخترقت البرازيل دفاع انجلترا كما يحلو لها في الشوط الاول وارغمت الحارس جو هارت على التصدي بشكل رائع لعدد من الفرص. وارتقى نيمار – الذي واجه صعوبات في اللعب ضد المنتخبات الاوروبية الكبيرة – لمستوى الآمال المعقودة عليه هذه المرة وسبب ازعاجا لدفاع انجلترا بانطلاقاته ومهاراته. وكان اوسكار متألقا ايضا وصنعت البرازيل العديد من الفرص كما اضاف هالك وجودا بدنيا قويا. وبدا ان هدف فريد – الذي جاء عقب متابعة لتسديدة من هرنانيس ارتدت من العارضة – منح السيطرة للبرازيل لكن بدلا من ذلك انتفضت انجلترا بعد مشاركة اوكسليد-شامبرلين في الدقيقة 62. وتعادل لاعب ارسنال عقب خمس دقائق من دخوله بتسديدة منخفضة من عند حافة منطقة الجزاء بعدما هيأ له روني الكرة. واستمتعت انجلترا بفترة جيدة وصنعت العديد من الفرص قبل ان يحصل روني على الكرة بالقرب من الخط الجانبي للملعب وانطلق للداخل وسجل بتسديدة من 25 مترا ابدلت اتجاهها الى المرمى في الدقيقة 79. وكانت البرازيل في طريقها لاول هزيمة على ارضها منذ خسارتها امام باراجواي عام 2002 حتى احرز باولينيو هدف التعادل بذكاء. وقال روي هودجسون مدرب انجلترا لمحطة اي.تي.في التلفزيونية "بعض التعادلات يمكن تصنيفها على انها انتصار وبعض التعادلات تعتبر هزيمة." واضاف "شعرت بخيبة أمل اليوم. لعبنا بشكل جيد جدا في الشوط الثاني وكنت اعتقد ان بوسعنا الصمود حتى الفوز لكننا سقطنا امام تسديدة رائعة. لم نلعب بطريقة تقترب حتى من الشكل الذي نريده في الشوط الاول والبرازيل فعلت ذلك.. انها نتيجة عادلة."