انتشر الفساد في البلاد فعم وطم وتجاوز السيطرة وربما أصبح الفساد هو الواقع والنزاهة هي الإستثناء حاربت الدولة الفساد بقرارات على ورق وقاوم الفساد بإجراءات على الواقع بقي الفساد هو المتنفذ وهو صاحب القرار الذي يحدد طريقة العلاج بالشكل الذي يتيح له الانتشار والتغلغل في كل جزئية من المشهد المضحك اليومي الذي يعيشه المواطن وتعيشه الوطن مثال واحد بسيط : لدينا أرصفة هي الأغلى في العالم وأتحدى من ينازعني في هذه المعلومة يبدءا مشروع إقامة رصيف وما أن ينتهي حتى يكون هناك مشروع صيانة للرصيف وبعدها مشروع تعديل للرصيف وبعدها مشروع تطوير للرصيف وبعدها مشروع تغيير للرصيف ثم مشروع تجميل للرصيف ثم مشروع تشجير للرصيف ثم تغيير الأشجار التي تبين أنها بعد المشروع الذي اعتمدناه لدراسة مدى مناسبة الأشجار التي زرعنها وتصل الدراسة لنتيجة مخيفة أن الأشجار التي تم زراعتها خطيرة على حياة الناس ونستشعر المسؤولية ونستعجل مشروع الإزالة ثم مشروع التشجير وفي هذه الأثناء لاتسأل عن سعادة الرصيف الملعون الذي تجاوزت تكاليفه حتى تاريخه تكاليف رصف وسفلتت مدينة كاملة هذه حسبة بسيطة جدا نراها يوميا في مختلف المناطق والمحافظات وهلم جرا في غيرها من المشاريع وليس هناك حاجة للبحث والتحري عن الفاسد فهو معروف مشهور يتودد له الجميع لعله يلعق من بقايا فساده صبابة قذرة هناك تشريعات من الدولة لمكافحة الفساد ولكن صعب جدا كبح جماحه وهو في عنفوانه فمحبيه كثير والمدافعين عنه متنفذين وهذا مثال بسيط اعتقد أن القرارات ليست هي العلاج الوحيد فلابد من تظافر جهود أخرى تتكامل مع القرارات لعل أولها المواطن (الغير فاسد) ثم أهمها التعليم (الغير فاسد) وكيف يكون التعليم فاسد طبعا عندما أكلف من لايجيد التعليم ولايعرف قدسية هذه الرسالة بمهام هذه الرسالة المقدسة و توصيلها للأبناء والبنات في جميع مراحل العملية التعليمية ففاقد الشيء لايعطيه وستطول الحكاية وأجزم أننا جميعا نعرف الكثير ولا نبوح ربما لخوفنا من الفاسد وربما لخوفنا أن ننكشف وربما وربما عموما النزاهة هي الأصل والفساد هو الإستثناء إن كان المجتمع مجتمع سوي مالم فالعكس للأسف صحيح ويبقى التعليم (العلم) هو المنقذ من تخبطات الجهل !!! تحياتي خاص نجران نيوز الالكترونية