قال مسؤول بوزارة الداخلية الكويتية إن السلطات ألقت القبض على اثنين من السياسيين المعارضين يوم الخميس واستجوبت ثالثا بعد إدلائهم بتصريحات اعتبرت تنتقد أمير البلاد. وجاءت تعليقات أعضاء البرلمان السابقين أثناء مظاهرة قادتها المعارضة وشارك فيها نحو خمسة آلاف شخص يوم الاثنين الماضي حيث اشتبك كويتيون في وقت لاحق مع شرطة مكافحة الشغب. ومع تسبب الانتفاضات التي اجتاحت العالم العربي في تصاعد حدة التوتر بين البرلمان المنتخب والحكومة التي تهيمن عليها أسرة الصباح الحاكمة صارت الكويت أكثر حساسية تجاه المعارضة. وكان السياسيون الثلاثة تحدثوا أيضا في تجمعات أخرى للمعارضة قبل تنظيم المظاهرة بشأن قواعد تصويت ستطبق في انتخابات برلمانية من المتوقع أن تجرى في وقت لاحق العام الجاري. ولم يتضح على الفور أي التصريحات اعتبر غير قانوني. وقال المسؤول بوزارة الداخلية إن عضوي البرلمان السابقين بدر الداهوم وفلاح الصواغ احتجزوا لدى الشرطة. واستدعت النيابة النائب السابق خالد الطاحوس للاستجواب. ورغم ذلك لم يتم القبض على مسلم البراك أحد الشخصيات البارزة في المعارضة. ووجه البراك نداء مباشرا إلى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح يوم الاثنين الماضي يطلب منه فيه تجنب "الحكم الفردي". واحتشد نحو 500 شخص أمام قصر العدل الكويتي الذي قالوا إن هؤلاء الرجال محتجزون به مساء يوم الخميس احتجاجا على اعتقال المعارضين. وقال أحمد الصواغ ابن عم أحد السياسيين المعتقلين إن المحتجين احتشدوا أمام قصر العدل لأن الأعضاء الثلاثة السابقين في مجلس الأمة (البرلمان) موجودون بداخله إلى جانب أربعة أشخاص آخرين. والأشخاص الأربعة الآخرون الذين أشار إليهم هم متظاهرون اعتقلوا يوم الاثنين الماضي في أعقاب المظاهرة. ومن بين المحتجزين ابن السياسي المعارض البارز أحمد السعدون وهو رئيس سابق لمجلس الأمة الكويتي. وقال أحمد الصواغ أمام الحواجز المعدنية التي تحيط بمجمع المحاكم الضخم في ظل حضور محدود للشرطة إن المحتجين لن يبرحوا أماكنهم وسيواصلون احتجاجهم بشكل سلمي. ورغم أن الكويت تتيح حرية التعبير بقدر أكبر من بعض الدول الخليجية الأخرى إلا أن الأمير يعتبر شخصية لا يمكن المساس بها وينص الدستور على أن "ذاته مصونة لا تمس". وحل الشيخ صباح البرلمان الأسبوع الماضي وتقول شخصيات معارضة إنها تخشى أن تحاول الحكومة إقرار قوانين انتخابية جديدة يمكن أن تساعد المرشحين الموالين للحكومة. وتشهد الكويت مظاهرات بصفة منتظمة منذ العام الماضي بسبب الصراع بين الحكومة وبرلمان شكل فيه أعضاء إسلاميون وعشائريون تكتلا للمعارضة يحظى بأغلبية. والشيخ صباح (83 عاما) هو صاحب الكلمة الأخيرة في شئون الدولة ويعين رئيس الوزراء الذي يشكل الحكومة بدوره. ويهيمن أفراد الأسرة الحاكمة على المناصب الكبرى في الدولة.