القبة الخضراء.... ذلك الرمز الإسلامي والعلم الذي إذا ذُكرت المدينةالمنورة وذُكر قبر المصطفى عليه السلام، فإنّ أول صورة تتبادر للأذهان هي صورة القبة الخضراء التي تحوي تحتها أعظم جسد خلقه الله عزّ وجلّ منزلاً ومكانة. أسماؤها: القبة الخضراء، القبة الفيحاء، وعُرفت قبلاً بالزرقاء والبيضاء. عمارتها: بُنيت على الحجرة الشريفة في أيام الملك قلاوون عام 678ه وكانت مربعة من أسفلها مثمّنة من أعلاها. وفي عهد السلطان قايتباي عام 886ه حدث حريق هو الثاني للحرم، فأمر بتجديد بناء الحرم ومن ضمنه القبة الخشبية، إلاّ أنه أمر ببنائها بأحجار منحوتة من الحجارة السوداء وجعل ارتفاعها 18 ذراعاً، ثم بنى فوقها قبة أخرى تحويها، وأحكمت الحجارة بالجبس الذي حمل من مصر ولم يكن معروفاً في الحجاز في ذلك الوقت. وقسّم العطايا بين أهل المدينة لكل واحد 250 قرشاً وكان ذلك عام 1233ه، وصبغت القبة الخارجية باللون الأزرق... حتى عام 1253ه، حينما أمر السلطان بصبغها باللون الأخضر، ثم اتخذت عادة أن يجدد كل عام صبغ القبة بذات اللون، أما القبة الداخلية فبقيت على نفس لونها الأساسي بالحجارة السوداء.... أما الشباك الذي في القبة فهو موازٍ للشباك الذي في القبة الداخلية ويقع فوق القبر الشريف.. وكان خدم الحرم يفتحونه يوم صلاة الاستسقاء. فقد روى الدارمي في صحيحه عن أبي الجوزاء قال قحط أهل المدينة فشكوا إلى السيدة عائشة بنت الصديق، فقالت: انظروا إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوّة إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ثم استسقوا، ففعلوا فأمطرت السماء، وعلى هذا يكون فوق قبره الشريف قبتان قبة داخليه وقبة خارجية وهي الظاهرة أمامنا.