قالت تقارير إعلامية رسمية في اليمن أن طهران سترسل بعد أيا مبعوثاً رسمياً إلى صنعاء في زيارة قصيرة، وذلك في تطور يعقب إعلان السلطات اليمنية عن اعتقال خلية تجسس إيرانية، قيل إنها مارست التجسس لسنوات على اليمن ودول القرن الأفريقي. ونقل موقع صحيفة "26 سبتمبر" التابعة لوزارة الدفاع اليمنية أن مبعوثا للرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، سيصل إلى صنعاء الأسبوع المقبل في زيارة قصيرة. وأفادت مصادر مطلعة أن المبعوث الإيراني "سيسلم القيادة السياسية رسالة من الرئيس الإيراني تتعلق بالعلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في المنطقة." وأضافت الصحيفة: "وتأتي زيارة المبعوث الإيراني بعد الكشف عن خلية تجسس إيرانية في اليمن تعمل منذ عدة سنوات الأمر الذي رفضته مختلف الأوساط السياسية والحزبية واعتبرته تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية، حيث يخضع أعضاء هذه الخلية حاليا للتحقيقات اللازمة تمهيدا لإحالة القضية إلى القضاء لاتخاذ الإجراءات اللازمة."
وكانت وسائل إعلام رسمية يمنية قد نقلت الأربعاء الماضي أن أجهزة الأمن المحلية قامت بإلقاء القبض على شبكة تجسس إيرانية، قالت إنها كانت تعمل منذ سنوات في البلاد، وتقوم بهمام التجسس ليس في اليمن فحسب، بل في دول أخرى واقعة بالقرن الأفريقي. وقالت التقارير إن شبكة التجسس التي تم ضبطها "يديرها قيادي سابق في الحرس الثوري الإيراني، وتدير عمليات تجسس باليمن والقرن الإفريقي." ووأكد مصدر أمني في وزارة الداخلية اليمنية القبض على الشبكة موضحاً أن أعضاء الشبكة بينهم يمنيون، ولم يفصح عن عددهم وكيفية القبض عليهم. أعقب الإعلان عن توقيف الخلية قيام الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بالإشارة إلى القضية خلال زيارته إلى الكلية الحربية ولقائه بأفرادها إذ قال: "نأمل من أشقائنا في إيران عدم التدخل في شؤون اليمن ومراعاة الظروف الدقيقة والحساسة التي تمر بها البلاد." وتابع هادي بالقول إن اليمن "لم يتدخل يوما في شؤون أي دولة قريبة أو بعيدة ونقول للجميع من هنا من الكلية الحربية، اتركوا اليمن وشأنه، وإلى هنا وكفى." يشار إلى أن قيادات يمنية مختلفة تتهم إيران بدعم الجماعات المطالبة بالانفصال في الجنوب، كما تعتبر أن طهران متورطة أيضاً في تقديم السلاح والمال للمجموعات الحوثية الشيعية التي خاضت ستة حروب ضد القوات المركزية في محافظة صعدة. ويرى الذين يتهمون إيران بالتدخل في شؤون اليمن أن الأخيرة تهدف إلى زيادة التوتر في ذلك البلد من أجل التأثير على الحدود الجنوبية للسعودية، والتي تمدد إليها الصراع مع الحوثيين في المعارك الأخيرة، وذلك إلى جانب الحصول على موطئ قدم في المناطق المطلة على مضيق باب المندب.