قد تندثر أضخم الحيوانات البرية على كوكب الأرض خلال عقدين من الزمن، مناشدة أطلقها مصور الأفلام الوثائقية "سيريل كريستو"، لوقف المذابح التي تتعرض لها الأفيال في القارة الأفريقية قبيل فوات الأوان، التي قد تؤثر على التنوع البيولوجي، مما قد يهدد بدوره البشرية. ويقدر باحثون أن أعداد الفيلة المتبقية في القارة الأفريقة تراجع بشكل مخيف من مليون في عقد الثمانينيات من القرن الماضي، إلى أقل من 400 ألف فقط، دفع 600 ألف منها ثمناً غالياً لأنيابها العاجية خلال عقد واحد. ومؤخراً، ازدادت مذابح الفيلة بأفريقيا، مع تزايد نهم الأسواق الآسيوية للعاج حيث يباع الكيلو ب1500 دولار، دفعت برئيس وكالة خدمات الحياة البرية بكينيا، جوليوس كيبغيتش، لإطلاق مناشدة غير مسبوقة لمكتبة الكونغرس لوقف مأساة قتل الفيلة في غابات القارة، التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الفيلة خلال السنوات القليلة الماضية. وتؤكد جلسة عقدها الكونغرس الأمريكي مؤخراً تحت مسمى "العاج وانعدام الأمن - الآثار العالمية للصيد في أفريقيا"، مدى أهمية القضية وتأثيرها المدمر ليس على الفيلة والحياة البرية فحسب، بل المليارات التي تحققها العصابات بتجارة الحياة غير المشروعة وتأثيرها على أفريقيا والأمن العالمي بأجمعه وصولاً للإرهاب. ويقول مختصون إن محنة الفيلة لا تقتصر على الصيد الجائر، بل تتهددها التغييرات المناخية والنمو السكاني، رغم أنها التي ساعدت على ازدهار البشرية بمساعدة القبائل في شرق أفريقيا، على العثور على أساسيات الحياة بفضل لقدرتها على استكشاف منابع المياه. ويرى كاتب المقالة أن محنة الفيلة قد تضيع في خضم الهموم العالمية الأخرى الأكثر إلحاحاً، كأزمة نشر صواريخ الناتو الدفاعية في أوروبا، ونووي إيران، والفشل الاقتصادي بالدول الحديثة، وأزمات البطالة والتضخم. ويشار إلى أن هذه الآراء لا تعبر سوى عن رأي كاتبها سيريل كريستو، وهو مصور وصانع أفلام وثائقية، رشح فيلمه "خياطة الزمن للحصول على جائزة أكاديمية عام 1988.