قال علماء إن أحد الأقمار التي تدور حول كوكب "زحل" فيه بحيرات "مدارية" قد تتوافر بها ظروف الحياة لاحتضان كائنات مجهرية. وتحدث العلماء في تقرير نشر، الأربعاء، بدورية "نيتشر"، عن هذه الفرضية بعد الكشف عن وجود بحيرات ميثان بين الكثبان الرملية على سطح القمر "تيتان"، وهو القمر الوحيد بالمجموعة الشمسية الذي له غلاف جوي. وكانت مركبة الفضاء "كاسيني" قد تمكنت عام 2006، من التقاط صور غريبة من نوعها لبحيرات الميثان السائل على سطح "تيتان"، وهذه هي المرة الأولى التي يتم بها رصد تجمعات سائلة بأحد الأجرام السماوية عدا كوكب الأرض. ويفترض العلماء أن بحيرات الميثان على سطح "تيتان" قادرة على توفير سبل الحياة لكائنات ميكروبية، كما هي البيئة المتوفرة لاحتضانها في بحيرات المياه على الأرض. وتشير صور التقطتها "كاسيني" إلى أن بحيرة الميثان السائل الحالي قد تصل مساحتها 2400 كيلومترا مربعا، وتدل البيانات المتوفرة على أنه تجرى تغذيتها عبر مجرى جوفي. ويفتح الإفتراض الأخير الجدل مجدداً حول إمكانية وجود شكل من أشكال الحياة على تيتان. وكان علماء قد دعوا عام 2010 إلى الحذر حيال إطلاق افتراضات قد تكون متسرعة عن وجود حياة على قمر تيتان، مشيرين إلى أن هناك فارق كبير بين الأدلة العلمية التي ظهرت لتشير إلى أن القمر قادر على توفير ظروف وجود حياة، وبين القفز إلى افتراض أن هناك فصائل حية موجودة عليه بالفعل. ويقول مختصون إن كوكب تيتان كان يجذب علماء الفضاء منذ سنوات، باعتبار أن حجمه الضخم يوفر فرصة لظهور غلاف جوي يمكن له احتضان الحياة، وكان هذا الأمر هو السبب الأساسي لإرسال مركبة الفضاء "كاسيني" التي تطوف حول الكوكب.