من كثرة التغريدات التي أصبحت تخرج إلينا هذه الأيام .. لم يعد لدينا قدرة على التفرقة بين البلبل والغراب .. العالم بقدرة قادر تحول إلى ربيع دائم ..واحة غناء..وطيور الكناري والسنونو.. تتمايل على أغصان الشبكة العنكبوتية.. والبركة في التقنيات الحديثة..حتى القطط أصابتها العدوى وأصبحت تشدو وتغرد كما يحلو لها .. مع أنها في الأصل تخصص (خربشة).. كل شي تحول إلى عالم افتراضي .. واختلط الحابل بالنابل .. وصار (سعد) على الفيس بوك مهند الدنجوان .. وعلى التويتر وليد الواصل .. ومع الشلة في الديوانية يبقى الحال على ماهو عليه (سعيدان) .. وحيث أن الشخص الواحد (فرّخ) وأصبح مجموعة من الأشخاص.. وتضخم العدد السكاني افتراضيا .. وعالم النت على رحابته الا أنه أوشك أن يختنق بسبب الازدحام الافتراضي المرعب.. مقابل كل نذل في العالم الواقعي هناك ثلاثة أنذال في العالم الافتراضي .. والفاسد الواحد يقابله ثلاثة فاسدين افتراضيا.. والنماذج الأنسانية الإيجابية والمتحضرة أصابها العقم الافتراضي .. والإشكالية ليست هنا فحسب.. ولكن هناك بعض الشخصيات التي لم تتحملها البشرية وهي نسخة واحدة .. إذا ماهو العمل عندما تتكرر افتراضيا.. حتى (سعيدان) صار له شنة ورنة في العالم الجديد.. وأصبح سيد الديوانية الافتراضي.. وهو في الواقع لا يتجاوز كونه دلخ .. ولكن بوجود (الإنترنت) قوانين اللعبة الحياتية والاجتماعية تبدلت عن ما كانت عليه فيما مضى من السنين! وعلى طاري العالم..عيني عليهم باردة دول العالم الثالث..التغيير لديهم دائم على قدم وساق..بعكس العالم الأول الذين يعانون من رتابة وبطء في التغيير لا تطاق..لذلك لا تستغرب إذا وجدت الجامعات والمدارس في العالم الأول تحمل نفس الاسم ونفس المبنى من مئات السنين .. حتى شوارعهم تمر من الشارع ويمر منه حفيد حفيد حفيدك والشارع يحمل نفس الاسم ونفس التقاطعات والرصيف.. وفوق هذا مملين جدا وقد تقضي في بلادهم سنين عدة وفي خاطرك تشوف (حادث سير) ولسوء حظك ترجع إلى موطنك قبل تحقيق ذلك الحلم.. ولسان حالك يقول (قعيطية) ذا الخواجات..حتى المسؤولين في بلاد العالم الثالث يتضجرون جدا عند السفر للعالم الأول.. والواحد منهم ينتظر على أحر من الجمر أن تنتهي مهمته ويرجع بلاده.. ليس من زود الحب والأنتماء..ولكن لشعوره بأنه انسان عادي في تلك البلدان..إذ تمر عليه الايام والليالي الخواليا بدون ما يتصل فيه زعطان أوعفتان يتوسطون به لتسليك أمورهم وتعاملاتهم من تحت الطاولة ! ومن مبدأ (البخيت مكفي) تركت دول العالم النامية (جمل) الاختراعات والصناعات المتقدمة والتقنيات الحديثة والتنمية البشرية بما )حمل( للعالم الأول واكتفت بدور المتفرج الذي لا يملك حتى الحق في اختيار ما يتفرج عليه ! كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية