من حقنا أن نتوجس خشية ونحن نشاهد ونسمع تلك الفئة الظلامية المنفلتة من عقال القانون والانضباط، وهي تلبس عباءة الدين وهو منها براء، ولا تنتمي لجهة رسمية، وتمارس سطوتها وبلطجتها في كل موقع تريده دون أن تجد من يردعها ويجعل منها عبرة لكل من لا يحترم كرامات الناس ومسؤولية الدولة. بأي حق وبأي صفة تقتحم هذه الفئة الظلامية معرض العلم والفكر والثقافة والنور في مدينة الرياض، وتعتدي على المسؤولين والمتواجدين فيه، ولم توفر في بلطجتها بالاعتداء على وزير الإعلام الممثل الرسمي للدولة ؟! لقد استمرأت هذه الفئة الآتية من الكهوف الغابرة هذا التراخي والسكوت عن أفعالها وتمادت في بلطجتها واتساع مساحة عبثها .. وقد نراها لاحقا تطرق كل بيت لتسأل أهله : ماذا تأكلون، وماذا تشربون، ومتى تنامون ومتى تصحون، وأي القنوات الفضائية تشاهدون، وبأي المدارس أبناؤكم يدرسون، وما أنواع الأدوية التي تستخدمون .. وغيرها من الأسئلة الشخصية، ولا تجد من يردعها !!. بالأمس هاجموا إحدى الصيدليات لأنها تبيع أدوية جنسية، وكأنه لايوجد لدينا وزارة مسؤولة عن الشؤون الصحية.. واليوم تطاولوا على وزير الإعلام الذي يمثل الدولة وأمطروه بالشتائم والقذف وكأنه لا يوجد لدينا دولة، وربما صورت لهم أنفسهم المريضة بأنهم هم الدولة وأن لهم الحق في التدخل والتطاول على من يشاؤون دون مساءلة أو محاسبة!!. هذه الفئة هي امتداد للفئة الظلامية التي حرمت تعليم الفتيات بادعائها بأنه من عمل الشيطان .. وحرمت استخدام السيارة لأنها حصان إبليس .. وركوب الطائرة لأنها جناح الشيطان .. والمذياع لأنه صوت إبليس، وصوبت البنادق نحو دشات التلفاز في أسطح المنازل لأنها تحمل رؤوس الشياطين والأبالسة .. فأي تخلف هذا، وفي أي عصر هم يعيشون ؟؟!!. لقد أبدى رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكةالمكرمة الدكتور أحمد بن قاسم الغامدي وغيره من رجال الهيئة الأفاضل استنكارهم لقيام هؤلاء البلطجية بإثارة الفوضى في معرض الكتاب ووصفوا هذا العمل بأنه اعتداء على الحريات المشروعة للمجتمع .. لكن استنكارهم هذا غير كاف إذ لابد من إجراءات حاسمة لردع هذه الفئة عن الاعتداء على الآخرين. نريد من الجهات الرسمية بدءا بهيئة الأمر بالمعروف والجهات المعنية الأخرى القيام بدورها للمحافظة على كرامات المواطنين والمقيمين في بلادنا لإيقاف هذه المهزلة.. والتي قد يكون خلفها نوايا خبيثة ... وأرجو أن نتنبه لذلك جيدا قبل أن تصل الأمور إلى ما هو أشد وأخطر ... وحمى الله بلادنا من كل الشرور والأشرار ... وبالله التوفيق. عبدالله النويصر عكاظ