كتبت في موضوع سابق عن بوصلة وزارة الشئون الاجتماعية التي أكل عليها الزمن وشرب فالقائمون عليها سامحهم الله يحملون رؤى غير محدثه تحتاج في اعتقادي إلى فورمات من الفيروسات وتنزيل برامج حديثه تتناسب مع توجه القيادة التي ترى ان المواطن السعودي في كل شبر من وطننا الغالي متساو في الحقوق والواجبات دون النظر إلى أي اعتبارات. اليوم أعيد طرح الموضوع بتفاؤل أوسع فهنا ملك الإنسانية الأب الحنون لكل سعودي لم يغفل هذه الجوانب الإنسانية فقد أمر حفظه الله في وقت سابق بإنشاء مؤسسة الملك عبدالله لوالديه للإسكان التنموي وهي التي لم تكن وليدة لحظة عاطفية عابرة، وإنما كانت نتيجة لشعور عميق لديه بالحاجة إلى تعبير خيري مؤسسي من لدن خادم الحرمين الشريفين يتجاوز حدود العطاء المباشر للفئات المحتاجة من المجتمع السعودي، فقد اختار نخبة من خيار المجتمع تدارس هذه الرغبة وتحويلها إلى مقترح، وقد تداولت هذه اللجنة عدداً من المقترحات والآليات حتى وصلت إلى قناعات ورؤى رفعتها له ووافق عليها ومن ثم توجت بالموافقة السامية بإنشاء مؤسسة خيرية تسمى (مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي) تهدف إلى تأمين مساكن ملائمة للفئات الأكثر حاجة في المجتمع السعودي، والقيام بمشاريع خيرية لها علاقة بالإسكان. ومنذ ذلك التاريخ فقد تم تحقيق الكثير من الجوانب التأسيسية المتعلقة بالبنية الإدارية والتنظيمية والمعلوماتية للأمانة العامة للمؤسسة، وانطلقت فرق عملية متخصصة ذات تأهيل عالٍ وخبرة متميزة في المجال الاجتماعي والعمراني لدراسة وتحديد التجمعات السكانية التي يرى ضرورة توجيه مشروعات المؤسسة الإسكانية إليها، خلصت إلى نتائج محددة في هذا الاتجاه وتم إقرار عدد من المشروعات الإسكانية العاجلة في عدد من مناطق المملكة ومن ضمنها نجران. ان رؤية المؤسسة كما قراناها هي أن تصبح مؤسسة إسكانية تنموية خيرية مبدعة وفعالة في مساعدة المواطنين من ذوي الدخل المنخفض على النهوض ذاتياً بمستواهم التعليمي والمهني والمعيشي من خلال عملية تطوير اجتماعي انطلاقاً من توفير السكن الملائم لهم وبالتضافر مع الإمكانات المتوفرة وتوفير السكن التنموي في المناطق الأكثر احتياجاً في المملكة لذوي الدخل المنخفض فيها، استناداً إلى دراسات للاحتياجات، ووفق سلّم موضوعي وواقعي للأولويات، وإنشاء وحدات إسكانية منخفضة التكاليف، والإشراف على صيانتها، وتوفير الخدمات التطويرية اللازمة لمساعدة سكان المجمعات الإسكانية على تحسين مستوياتهم التعليمية والمهنية والمعيشية بجهودهم الذاتية، وبلوغ أقصى درجات الفاعلية والكفاءة في ذلك بالتعاون مع فئات المجتمع المدني الفاعلة. انني أوجه رسالتي هذه إلى الأمين العام لمؤسسة الملك عبدالله وهو احد أبناء نجران الدكتور احمد العرجاني أن لا تعطب بوصلته عند زيارته لنجران كما هي بوصلة الوزارة وعليه ان يدرك ان أمير نجران هو ابن ملك هذه البلاد فهو لن يرضى إلا بالعدل والمساواة وتعويض فقراء نجران عما فاتهم من حقوق كفلتها لهم شريعة الله وأمر بها ولي الأمر وان غدا لناظره لقريب.