مع حلول أشهر الصيف الأكثر حرارة على الإطلاق مقارنة بأشهر السنة في المنطقة العربية بشكل عام ودول الخليج خاصة شددت منظمة الصحة العالمية على أن كل شخص معرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية وأن التعرض لكميات قليلة من تلك الأشعة مفيد للصحة ويؤدي دورا أساسيا في إنتاج فيتامين "د" غير أن الإفراط في التعرض لها يؤدي إلى حدوث مشاكل صحية مختلفة ولا سيما سرطان الجلد وأنواع الكاتاراكت. ونظرا لتعامد الشمس على مدار السرطان في مثل هذا الوقت من العام في المنطقة العربية أصدرت منظمة الصحة العالمية إرشادات عامة للوقاية من أشعة الشمس فوق البنفسجية والتي تبلغ ذروتها في تلك الفترة وأكدت المنظمة الدولية على أن توفر الظلال والنظارات والألبسة والقبعات هي أفضل حماية للوقاية من أشعة الشمس، ولابد من استخدام مادة حاجبة للأشعة على أطراف الجسم التي تبقى معرضة، مثل الوجه واليدين، ولا يبغي على الإطلاق، استخدام المواد الحاجبة لتمديد فترة التعرض لأشعة الشمس. ذروة وتبلغ قوة أشعة الشمس فوق البنفسجية ذروتها بين الساعة العاشرة صباحا والساعة الثانية بعد الظهر، وبالتالي يتعين الحد من التعرض لأشعة الشمس خلال تلك الفترة وقالت المنظمة إن الاضطلاع على مؤشر الأشعة فوق البنفسجية من الضرورة بمكان بل من الأمور الأساسية للقيام بأنشطة في الهواء الطلق بشكل يحول دون التعرض المفرط لأشعة الشمس، وفي حين ينبغي دوما اتخاذ الاحتياطيات اللازمة لتلافي التعرض المفرط، فإنه يتعين أيضا اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان السلامة من أشعة الشمس عندما يتوقّع هذا المؤشر مستويات إشعاع متوسطة أو مرتفعة. وشددت على ضرورة البحث عن الظل عندما تكون الأشعة فوق البنفسجية في ذروتها؛ غير أنه يجب عدم إغفال أن وسائل التظلل من قبيل الأشجار أو المظلات أو السرادقات لا توفر حماية تامة من أشعة الشمس. القبعات وقالت إن القبعات الواسعة الحافة، توفر حماية جيدة من أشعة الشمس للعينين والأذنين والوجه وظهر العنق. وتسهم النظارات التي توفر حماية من الأشعة فوق البنفسجية "ألف" و"باء" بنسبة 99% إلى 100% في الحد بشكل كبير من الأضرار التي تصيب العين جراء التعرض لأشعة الشمس، كما توفر الملابس الفضفاضة المنسوجة بشكل جيد حماية إضافية من أشعة الشمس. كما ينبغي الإكثار من استخدام حاجب واسع الطيف ضد الأشعة فوق البنفسجية ويبلغ مؤشر الحماية التي يضمنها 15 فما فوق، وينبغي تكرار استخدامه في كل ساعتين أو بعد العمل أو السباحة أو اللعب أو ممارسة أنشطة في الهواء الطلق، منوهة بأن المصابيح الشمسية وقاعات إسمرار البشرة تخلف أضرارا على البشرة والأعين غير المحمية، وبالتالي يفضل تلافيها بشكل تام. كما توصي منظمة الصحة العالمية الشباب الذين لم تتجاوز أعمارهم 18 عاما بعدم استخدام تلك المعدات على الإطلاق. وحول حماية الأطفال من أشعة الشمس، ذكرت أن الأطفال في العادة، أكثر تأثّرا بالأخطار البيئية، مقارنة بالبالغين. لذا ينبغي حمايتهم من أشعة الشمس فوق البنفسجية أثناء قيامهم بأنشطة في الهواء الطلق، كما يجب الحرص، دوما، على إبقاء الرضع تحت الظل. الاعتراف وأوضحت المنظمة الدولية بأنه تم الاعتراف طيلة عقود عدة بأن إطلاق مركبات الكلوروفلورو كربون وغيرها من ملوثات الغلاف الجوي يسهم في استنفاد طبقة الأوزون الستراتوسفيري الذي يزيد بدوره من تعرض البشر للإشعاع فوق البنفسجي الذي يسبّب سرطان الجلد والكاتاراكت وكان الاعتراف بالآثار المباشرة على صحة الإنسان من الحوافز الرئيسية التي دفعت إلى وضع بروتوكول مونتريال، الذي ينص على ضرورة الحد من انبعاثات الملوثات التي تضعف طبقة الأوزون وعلى الرغم من أن هذا الاتفاق أثبت فعالية كبرى في الحد من المخاطر على المدى الطويل، فإن الإشعاع فوق البنفسجي يظل من الأخطار الصحية القائمة. آثار صحية حول الآثار الصحية الناجمة عن التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية قالت منظمة الصحة العالمية إنها تمكنت باستخدام بينات جمعتها من المؤلفات العلمية بشكل منهجي من الكشف عن تسعة آثار صحية ضارة يبدو بوضوح أنها ناجمة عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية كما قامت بتقييم عبء المراضة والوفاة الذي تتسبب فيه تلك الآثار على الصعيد العالمي وذكرت أن الأمراض التسعة التي شملها التقييم هي: الورم الميلانيني الخبيث وسرطان الخلايا الجلدية الحرشفية وسرطان الخلايا الجلدية القاعدية و سرطان الخلايا الحرشفية الذي يصيب القرنية أو الملتحمة في العين و تجعّد البشرة الناجم عن ضوء الشمس والحروق الشمسية و الكاتاراكت القشرية و الظفرة وهو بروز لحمي جناحي الشكل يظهر على سطح العين وأخيرا خطورة إعادة تنشيط هربس الشفة. فيما أكدت أن هناك بعض الفوائد في التعرض للأشعة فوق البنفسجية بصورة سريعة وبسيطة وفي غير وقت الذروة وتلك الفوائد تتمثل أساسا في إنتاج الفيتامين "دال" الذي يسهم في إنتاج الفيتامين "دال" بقدر كاف في توقّي أمراض العظام مثل الرخد وتلين العظام وتخلخلها.